رد: الادب المقارن ...
ويقل استعمال مصطلح
«الأدب العام»
اليوم ويكاد ينحصر في الدلالة على أنواع متفرقة
من الدراسات الأدبية التي يصعب أن تُصنف
في نطاق الأدب القومي أو العالمي أو المقارن
ولم تزل الخلافات بشأن منطق الأدب المقارن
ومنطقته قائمة حتى اليوم
وإِن كانت تضيق تدريجياً لتفسح في المجال
لمفهوم مشترك سيجري تحديد عناصره هنا
بعد استعراض تاريخيّة اتجاهات الأدب المقارن
إِن المفهوم الأصلي للأدب المقارن هو مفهوم
ما يسمّى جوازاً
«المدرسة الفرنسية التقليدية»
إِذ حدد مؤسسها الفعلي
بول فان تييغم الأدب المقارن
بأنه دراسة آثار الآداب المختلفة
من ناحية علاقاتها بعضها ببعض
كما أكد جان ماري كاريه
أن الأدب المقارن يعتمد على مفهوم
التأثر والتأثير من خلال الصلات
بين الآداب أو الأدباء من بلدان مختلفة
واستبعد المقارنات غير القائمة
على الصلات من منهجية الأدب المقارن
كما رفض كل من كاريه وغويار فكرة التطابق
بين الأدب العام والأدب المقارن
وعدّ غويار الأدب العام والأدب العالمي
« مطمعين غَيْبييّن»
وآثر أن يسمي الأدب المقارن
تاريخ العلاقات الأدبية الدولية
وقد تمسكت هذه المدرسة بالمنهجية
التاريخية الصارمة
وحاولت تمييز منهجية الأدب المقارن
ومنطقه ومنطقته من سائر الدراسات الأدبية
واقتربت من العلمية والحياد
وتناولت أحياناً بمهارة وأحياناً بآلية جامدة
مسائل مثل الشهرة الأدبية والنفوذ مثل غوتة في فرنسة
وطوّرت منهجاً يذهب إِلى أبعد من جمع المعلومات
التي تتعلق بالمراجعات والترجمات
والتأثيرات ليتفحص الصورة الفنية
ومفهوم كاتب معيّن في وقت معيّن
إِلى جانب عوامل النقل المتعددة كالحوليات
والمترجمين والصالونات والمسافرين
وكذلك وجّهت انتباهها إِلى عوامل
التلقي والجو الخاص والوضع الأدبي
الذي أدخل فيه الكاتب الأجنبي وبالإِجمال
«فقد تم جمع كثير من الشواهد
عن الوحدة الصميمة بين الآداب الأوربية خاصة
كما ازدادت معرفتنا بالتجارة الخارجية للأدب
غير أن هذه المدرسة ما كادت تستوي
على قدميها وتحقق وجوداً أكاديمياً
معترفاً به حتى انبثقت من أحشائها
أصوات معترضة تنكرها أشد إِنكار
وقام رنيه إِيتيامبل في الخمسينات
على رأس مجموعة من الكتاب اليساريين
بمهاجمة هذه المدرسة
على أساس أنها تمثل المركزية الأوربية الاستعمارية
وأنها قدمت آداب العالم جميعاً
كما لو كانت منبثقة
من بحر الآداب الأوربية أو منصبةً فيه
ولم تُعط آداب آسيا وإِفريقية
وأمريكة اللاتينية حقها من البحث والاستقصاء
وقد هاجم إِيتيامبل زميله غويار
واتهمه بالتعصب الإِقليمي والقومي وتركيز
كل أضواء التأثير على الأدب الفرنسي
وطالب المقارنين أن ينحّوا جانباً
كل شكل من أشكال الشوفينية
والإِقليمية وأن يعترفوا أخيراً
نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى
|