رد: الادب المقارن ...
وإِذا ترك الدارس الأشخاص وانتقل إِلى الأعمال المفردة
فإِنه يجد أن الكتاب العربي الأول
المكرس للأدب المقارن التطبيقي هو كتاب
تاريخ علم الأدب عند الإِفرنج والعرب
وفكتور هوغو
للكاتب المقدسي روحي بن ياسين الخالدي
وقد نُشر الكتاب مقالات متسلسلة في مجلة
«الهلال»
بين سنتي 1902ـ1903
ثم طبعته دار الهلال سنة 1904
وطبع ثانية سنة 1912
وأعيد طبعه سنة 1985.
وهذا الكتاب مؤلف نوعي
في الأدب المقارن التطبيقي
لا تنقصه سوى التسمية المقارنية
وتتصدره على الغلاف الفقرة المقارنية التالية
وهو يشتمل على مقدمات تاريخية
واجتماعية في علم الأدب
عند الإِفرنج وما يقابله من ذلك عند العرب
إِبان تمدنهم إِلى عصورهم الوسطى
وما اقتبسه الإِفرنج عنهم
من الأدب والشعر في نهضتهم الأخيرة
وخصوصاً على يد فكتور هوغو
ويلحق بذلك ترجمة هذا الشاعر
الفيلسوف ووصف مناقبه
ومواهبه ومؤلفاته ومنظوماته وغير ذلك
وكتب الخالدي مقدمة للكتاب بالفرنسية
تنبئ عن حسه المقارني
وأورد في كتابه مقارنات ومقابلات
ودراسات للتبادلات الأدبية
بين العرب والفرنجة وترجمات وتعليقات
تدل كلها على أنه كان شديد الالتصاق
بالمنهج المقارني
وتوالى بعد الخالدي الاهتمام
بالدراسات التطبيقية ذات الطابع المقارني
ومن أقدمها سلسلة مقالات نشرها
فخري أبو السعود على صفحات
«الرسالة»
في الأعوام 1935-1937
وقابل فيها بين الأدب العربي والأدب الإِنكليزي
من دون اعتناء بناحية التأثر والتبادل
وفي عام 1935 كذلك ظهر الجزء الثالث
من كتاب الأديب الحلبي قسطاكي الحمصي
المعنون
«منهل الورّاد في علم الانتقاد»
وتضمن بحثاً مطولاً عن
«الموازنة بين الكوميدية الإِلهية ورسالة الغفران»
وفي الثلاثينات أيضاً نشر عبد الوهاب عزام
دراسات في مجلة
«الرسالة»
حول العلاقات بين الأدب العربي والأدب الفارسي
وفي الأربعينات ظهر كتاب لإِلياس أبو شبكة بعنوان
«روابط الفكر بين العرب والفرنجة»
ظهرت الطبعة الثانية
من الكتاب عن دار المكشوف في بيروت عام 1945
وهو ذو موضوع مقارني واضح
وبالتدريج انتعش هذا النوع
من الدراسات واغتنى وتعددت وجهاته
ومن الملاحظ أن اسم فخري أبو السعود
ورد آنفاً في باب الدراسات التطبيقية
خلافاً لما درجت عليه المصادر العربية
حتى الآن من نسبة الريادة النظرية إِليه
ويبدو أن فخري أبو السعود
لم يستخدم مصطلح الأدب المقارن ولم يكشف عن معرفة به
على الرغم من سبقه في مجال الدراسة التقابلية
أي غير القائمة على التأثر والتأثير
نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى
|