عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 5/2/2023, 11:52 AM
 
zoro1
كبير مشرفين المنتدي الاسلامى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  zoro1 غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 426233
تاريخ التسجيل : Mar 2020
العمـر :
الـجنـس :  sjv,k[
الدولـة :
المشاركـات : 5,237 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 135
قوة التـرشيـح : zoro1 يستاهل التقييمzoro1 يستاهل التقييم
افتراضي إزالة التعارض بين حديثين بخصوص تعذيب حامل القرآن وعدمه


إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}





السؤال
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لو جعل القرآن في إهاب، ثم ألقي في النار ما احترق. إن كان يعني أن الله لا يعذب حامل القرآن، فكيف أجمع بينه وبين حديث أن من الثلاثة الذين تسعر بهم النار: من حفظه، ليقال حافظ؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن حديث: لو جعل القرآن في إهاب، ثم ألقي في النار ما احترق. رواه الدارمي، والطبراني، وحسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.

وهذا الحديث قد اختلف أهل العلم في معناه، وقد فصّل ذلك ابن فورك الأصبهاني في كتابه: مشكل الحديث:

اعلم أن الناس اختلفوا في تأويل هذا الخبر على وجوه:

فقال بعضهم: إن مَنْ مَنَّ الله عليه بحفظ القرآن، وقاه عذاب النار، واحتج لذلك بحديث أبي أمامة، أن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن. أخرجه مسلم.

وقال بعضهم معناه: أن القرآن لو كتب في جلد، ثم طرح الجلد في النار، ما أحرقته النار، وذلك في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لنبوته.

وقال قوم تأويله: إن القرآن لو كتب في جلد، ثم طرح الجلد في النار، ما احترق -أي ما احترق القرآن- بمعنى أنه لم يبطل، ولم يندرس، وإنما يندرس المداد، ويحترق الجلد، دون القرآن، وهذا مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- حاكيا عن الله سبحانه: إني منزل عليك كتابا لا يغسله الماء.

وذهب ذاهبون من أصحابنا إلى أنه لا يصح أن يكون معناه: إن من حفظ القرآن لم يُعذَّب بالنار، لأنه قد روي في الخبر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يكون فيكم قوم تحقرون صلاتكم في صلاتهم، وأعمالكم في أعمالهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كمروق السهم من الرمية ـ أخرجه الإمام أحمد، والبخاري.

فبانَ أنه أراد بقوله: لا يعذب قلبا وعى القرآن؛ إذا حفظ حدوده، وعمل بموجبه. اهـ

فتبيّن مما سبق: أن حامل القرآن ليس في مأمن من العذاب، إذا لم يعمل بما في كتاب الله تعالى، ويلتزم حدوده، كما نبّه على ذلك بعض أهل العلم، كما تبيّن أن الحديث الأول لا ينافي حديث: من قرأ القرآن ليقال قارئ، ولم تكن قراءته خالصة لوجه الله تعالى، وهو حديث رواه الإمام مسلم، وقد اشتمل على الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة -والعياذ بالله تعالى-. وانظري الفتوى: 225592.

ثم إنا ننبه إلى أن حديث أبي أمامة: إن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن. لم نجده في صحيح مسلم، وقد رواه تمام مرفوعا، وضعفه الألباني، ولكن ذكر ابن حجر في الفتح: أنه أخرجه ابن أبي داود، بإسناد صحيح، عن أبي أمامة، موقوفا عليه.

والله أعلم.




المصدر : إسلام ويب
رد مع اقتباس