[مدحت الجزيرة]

رواية الأحداث في البداية
ظهرت بالأشكال القصصية المحددة
في الأحداث والشمول والتصوير والزمن
وفي الموضوعات الخيالية والوهمية ثم برزت
بشكل القصص الطويلة بصفة غير محددة
في الشمول والأحداث والقالب
وكانت موضوعاتها
علي أساس أمور الغيبيّة والوهميّة لإرضاء قرائها
وتطابق بالشرائط المسيطرة علي المجتمع
ثم تميل إلي الحديث عن وقائع الحياة العاديّة
فصارت تعالج الواقع
والنفسي والاجتماعي
كانت الرواية من الفنون الأدبية
التي نشأت في الغرب
مع نمو الطبقة الوسطي
وقد أشار بهذا الموضوع أكثر الأدباء في كتبهم
وكان النظام الإقطاعي
الذي يسيطر علي المجتمع الأوروبي
قبل عصر النهضة
يرسم الخطوط الأولية للفنون الأدبية آنذاك
وإنّ هدف هؤلاء الإقطاعيين
ينحصر أولاً وقبل كل شيء في الاحتفاظ بأرضهم
وتوريثها لأولادهم بعد وفاتهم
فقد كان لصالحهم تجميد الأوضاع
الاجتماعية وتثبيتها
وكان من الطبيعي أن لايهتموا
بالتجربة العلميّة وانتشار التعليم
وموضوع الأدب الذي يناسب
هذه الطبقة الوحيده المسيطرة
علي الأوضاع الأدبيّة والمعنويّة
يرتكز علي الهروب من الواقع
ويعتمد علي الإيهام والتخيل
وتقوم العلاقات فيه
علي المصادفة والسحر والقدر
ويتضاءل فيه دور العمل الإنساني
أمام الدور الذي يقوم به
الجن والشياطين والسحرة
وكانت الرومانس
أو الرواية الخياليّة
هي الفن الروائي السائد والمسيطر
الذي يعبر عن طبيعة
المجتمع الإقطاعي ومزاجه
وأقرب الفنون الرواية العربيّة
التي تشبه هذا الفن
في البناء الروائي هو السيرة الشعبيّة
وبعد ذلك
وفي القرن السادس عشر والسابع عشر
ظهر في الأدب
"الإسباني"
جنس جديد من القصص
وهذا الجنس الجديد من القصص
هو ما نستطيع أن نسميه، قصص الشطار
وهي قصص العادات والتقاليد
للطبقات الدنيا في المجتمع
وفيها مخاطرات يقصها المؤلف
علي لسانه كأنّها حديث له
وهو يحكم علي المجتمع من خلال نفسه
حكماً تظهر فيه الإثراه والانطواء علي النفس
ثم تدهور المجتمع الإقطاعي
بسبب تخلف الزراعة
واستمرار الحروب لسنوات طويلة
ساعد علي يقظة الأفراد في المجتمع الجديد
وثورتهم علي الحياة المظلمة التي يعيشونها
وأيضا ساعد علي ظهور
عصابات من المنحطين
أخذ وجودهم يلفت الأنظار

نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى