السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
● قال عبيدالله بن أبي جعفر -رحمه الله- : "إذا كان المرء يحدِّث في مجلس فأعجبه الحديث فليسكت، وإذا كان ساكتا فأعجبه السُّكوت فليحدِّث، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني- رحمه الله-: وهذا حسن، فإنَّ من كان كذلك كان سكوته وحديثه بمخالفة هواه وإعجابه بنفسه، ومن كان كذلك كان جديرا بتوفيق الله إيَّاه وتسديده في نطقه وسكوته، لأنَّ كلامه وسكوته يكون لله -عزَّ وجلَّ-" [غذاء الألباب 58].
● وقال الشَّافعيُّ -رحمه الله- : "إذا خفت على عملك العجب فاذكر رضا من تطلب، وفي أيِّ نعيم ترغب، ومن أيِّ عقاب ترهب، فمن فكَّر في ذلك صغر عنده عمله" [سير أعلام النُّبلاء (42/10)].
● وقال الإمام النَّوويُّ -رحمه الله- : "وطريقة في نفي الإعجاب أن يعلم أنَّ العلم فضل من الله تعالى، ومنَّة عارية، فإنَّ لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكلُّ شيء عنده بأجل مسمًّى، فينبغي ألاَّ يُعجب بشيء لم يخترعه، وليس مالكا له، ولا على يقين من دوامه" [المجموع (55/1)].
● وقال الحافظ ابن حزم -رحمه الله- : "من امتُحن بالعجب فليفكِّر في عيوبه، فإن أُعجِب بفضائله فليفتِّش عمَّا فيه من الأخلاق الدَّنيَّة، فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتَّى يظنُّ أنَّه لا عيب فيه؛ فليعلم أنَّه مصيبه للأبد، وأنَّه أتمُّ النَّاس نقصا، لأنَّ العاقل من ميَّز عيوب نفسه فغالبها وسعى في قمعها، فإن أُعجِبت بآرائك فتفكَّر في معاصيك وتقصيرك، وإن أعجبت بعلمك فاعلم أنَّه لا خصلة لك فيه، وأنَّه موهبة من الله ..." [رسائل ابن حزم 287].