رد: حياة شُعراء العامية ....
هكذا عدت بالقطار
وأثناء الرحلة التي تزيد علي اثنتي عشرة ساعة
في ذلك الوقت كتبت تلك الأغنيات
التي صارت أغنيات الحرب
فيما بعد وبمجرد وصولي التقيت
بالأستاذ كمال الطويل كنت أقيم في بيته
طوال النهار وأعود إلي بيتي ليلا
وهكذا طوال الأيام التي سبقت المعركة
وأذكر أنني كنت والأستاذ مجدي العمروسي
نمر من أمام الاستوديو الصغير
الذي كان الأستاذ سعيد يطلق منه قنابله
في اليوم الثالث من الحرب تقريبا
وقد انتفخت صدورنا بهواء النصر
وبيانات طائرات العدو المحترقة تملأ الدنيا
والشوارع لا تنام ولا تهدأ ليل نهار
وحالة من الزهو الوطني في كل البيوت
ولقد أحب الناس بعضهم البعض
وإذا بنا نري وجه الاستاذ أحمد سعيد
أصفر وعيناه في رأسه
كأنه يرتدي قناعا مطاطيا لوجه آخر
وسأله العمروسي عن آخر الأخبار
وكأنه لم ير ملامح وجهه فلم يستطع الإجابة
ومد يديه المبسوطتين في يأس شديد أرعبتني
فسأله العمروسي
يعني إيه؟
أجاب سعيد
أمر الله
|