عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23/8/2008, 10:33 AM
الصورة الرمزية انور حافظ احمد
 
انور حافظ احمد
نـجـم الـنجوم الـمـميز بـالـمهندسين الـعرب

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  انور حافظ احمد غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 35687
تاريخ التسجيل : Oct 2006
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة : الاسماعيلية
المشاركـات : 10,233 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 25
قوة التـرشيـح : انور حافظ احمد يستاهل التميز
new أََلاَ لَهُ الخَلْقُ والأَمْرُ


عندما نزل قول الله تعالى: ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) سورة الأعراف آية(54) قال الفاروق عمر رضي الله عنه : من بقى له شيء فليأخذه .

فهذه الآية الجامعة الكافية حددت حدود الإنسان التي يجب أن لا يتخطاها وإلآ هلك، كما أثبتت للخالق سبحانه وتعالى ما يجب له، وحددت للمخلوق ما لا يجب له .

- فالخلق:

ابداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء وعلى غير نموذج سابق ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في الفصل بينه سبحانه وتعالى وبين خلقه ( أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ) سورة النحل آية (17) .

- والأمر:

هو الشأن وجمعه أمور، ويقال للإبداع أمر كما في الآية ( ألا له الخلق والأمر ) . ويختص ذلك بالله تعالى دون الخلائق، وقد حمل على ذلك قوله تعالى ( وأوحى في كل سماء أمرها ) سورة فصلت آية (12) وقوله ( قل الروح من أمر ربي ) سورة الإسراء آية (85)، وقوله ( إنما قولنا لشيء إذا أردنا أن نقول له كن فيكون ) سورة النحل آية النحل (40) إشارة إلى إبداعه سبحانه وتعالى . (مفردات القرآن للأصفهاني)

- والأمر:

هو التدبير والتصرف فيها كما يشاء وهو التقدم بالشيء سواء كان ذلك بقولهم افعل ولا تفعل .

- فالله سبحانه وتعالى رب كل شيء ومليكه الخالق المبدع للنبات والإنسان والحيوان والكائنات الحية الدقيقة والجماد والملائكة، والجان وجميع المخلوقات .

- وأنه سبحانه وتعالى خلق الخلق بميزان الحكمة وبالقدرة المطلقة، ولم يخلق عباده عبثا وأن ما يدعيه العلمانيون الدارونيون الماديون التطوريون من أن الخلق خلق بالصدفة والطفرة والانتخاب الطبيعي، هو ادعاء لا يقوم عليه دليل علمي واحد، وتكذبه المخلوقات بلسان الحال والمقال.

- فالإبداع، والتنظيم، والاتزان في المخلوقات يوجب أن يكون الموحد عليما خبيرا لطيفا رحيما بيده مقاليد الأمور وإليه جميع التدبير وهذه الصفات هي لله وحده سبحانه عما يصفون فالخالق سبحانه واحد أحد فرد صمد ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد )، سبحانه ليس كمثله شيء .

- ولله الأمر من قبل ومن بعد:

- فهو الآمر بالعمليات الحيوية أعطى كل شيء خلقه ثم هدى بالخصائص العامة والخاصة، فكل ميسر لما خلق له .

- ولم يترك الخالق سبحانه وتعالى عباده هملا، فأرسل الرسل، وأنزل معهم الكتاب والميزان، وأمر بالعدل والإحسان ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغى.

فلا مشرع إلا الله (ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ) الأنعام (62).

ومن لم يأتمر بأمر الله فقد ضل سواء السبيل والداعون إلى نبذ شرع الله واهمون جاهلون لا يفقهون، فكل خلل في الكون مردة إلى البعد عن أمر الله، وكل مصلحه للعباد تكمن في طاعة العباد لرب العباد، فهو المحلل والمحرم والمشرع والمجازى على الإحسان والمعاقب على المعصية والكفران .

- فلا يحق أن يكون هناك أمر بعد أمر الله، ولا نقض لحكم الله، ولا بديل لقضاء الله، فمن لم يحكم بما أنزل الله فقد ضل سواء السبيل، وحاد عن الصراط المستقيم .

- فما دام الخلق لله والأمر لله ونحن عبيد الله وعباده فعلينا أن نحمد الله ونعبده وحده، ولا نشرك به أحداً، وعلينا أن نستعين بصاحب الخلق والأمر في كل دقائق حياتنا ونطلب منه وحده الهداية إلى الصراط المستقيم وأن يجنبنا صراط المغضوب عليهم والضالين .

وما دامت الأمور خَلْقُ وأمر فهذه الآية من الآيات الجامعات الكافيات وهى تكفى لإصلاح الأمة وسعادتها وأمنها وأمانها . فهل من مدكر؟!.

إعداد الأستاذ الدكتور نظمى خليل أبو العطا موسى


التعديل الأخير تم بواسطة انور حافظ احمد ; 23/8/2008 الساعة 10:36 AM