9/9/2020, 09:27 PM
|
|
الإسلام دين العلم
كَانَ النَّاسُ قَبْلَ بِعْثَةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي جَاهِلِيَّةٍ جَهْلَاءَ وُظُلْمَةٍ ظَلْمَاءَ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمْ نَبِيَّنَا -صلى الله عليه وسلم- هَادِيًا وَمُعِلِّمًا؛ فَأَخْرَجَهُمُ اللهُ بِهِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَمِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى، قَالَ -تَعَالَى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ)[آل عمران:164].
وَسَارَ عَلَى ذَلِكَ الصَّحَابَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- وَالْعُلَمَاءُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَكَانُوا دُعَاةً مُعَلِّمِينَ لِلْخَيْرِ، وَلِهَذَا فَإِنَّ تَعْلِيمَ الْخَيْرِ هُوَ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِ الْمُسْلِمِ، وَأَجَلِّهَا، وَكَفَى بِذَلِكَ شَرَفًا لِلْمُعَلِّمِ الذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ وَمَا ينَفْعُهُمْ فِي أُمُورِ دُنْيَاهُمْ.
عَنْ أَبِي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَواتِ وَاْلَأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ ليُصَلَّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ“(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِي).
إِنَّ الْمُعَلِّمَ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِهِ أَمَانَةٌ عَظِيمَةٌ فِي تَعْلِيمِ الْأَوْلَادِ وَتَرْبِيَتِهِمْ عَلَى الْأَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ“(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
وَالْمُعَلِّمُ النَّاصِحُ يُحبِّبُ النَّاسَ فِي دِينِهِمْ بِبَيَانِ مَحَاسِنِهِ وَمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَتَحْقِيقِهِ لِمَصَالِحِ الْعِبَادِ عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النحل:89]، وَأَعْظَمُ ذَلِكَ لُزُومُ تَوِحِيدِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَإِخْلاصِ العَمَلِ لَهُ، وَاتِّبَاعُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَالحَذَرُ مِنَ الشِّرْكِ وَمِنَ البِدَع.
وَكَذَلِكَ عَلَى الْمُعَلِّمِ أَنْ يُقَرِّرَ فِي نُفُوسِ طُلَّابِهِ مَا يَعْتَقِدُهُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مِنْ وُجُوبِ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ الْمُسْلِمِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَتَحْرِيمِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِ وَمُنَازَعَتِهِ بِالْفِعْلِ أَوِ الْقَوْلِ، قَالَ -تَعَالَى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم)[النساء:59]، وَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: “عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ“(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-).
|