عرض مشاركة واحدة
قديم 27/4/2008, 12:31 AM   رقم المشاركة : ( 24 )
mayzoo
Banned


الملف الشخصي
رقم العضوية : 82037
تاريخ التسجيل : Dec 2007
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 1,485 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : mayzoo يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

mayzoo غير متصل

افتراضي رد: كل ما كتب المبدع فاروق جويده من شعر154قصيده

على الأرض السلام
صرت لا أسمع صوتي
ليس عندي ما يقال..
كل ما في الأرض شيء من رمال
حينما تنهار فينا..
دهشة الأشياء ننسى
كل معنى.. للسؤال
* * *
صرت لا أسمع صوتي..
كل ما في الكون يجري
ثم يسقط خلف سمعي
كل حزن الناس أضحى
بين حزني.. بعض دمعي
القناديل تهاوت
خلف قضبان السجون
والعصافير توارت
في سراديب الجنون..
والبريق الآن يجري
ثم ينزف في العيون..
* * *
صرت لا أعرف نفسي
أسأل الطرقات سرا:
أين بيتي؟
من أكون؟
من يدل العين يوما
عن خيوط الضوء
في هذا الطريق
بحر أحزاني عنيد
كيف أنجو بالغريق
آه من عمر بليد
ليس يعنيه السؤال
وتصلب الكلمات جهرا
فوق أنقاض المحال
* * *
من يعيد الحرف بعد الحرف للكلمات؟
ويعيد الصوت بعد الصوت للنغمات؟
من يعيد الروح في هذا الرفات؟
* * *
لا تسل شيئا ودعنا
لم يعد يجدي السؤال
لا تقل شيئا فإني
ليس عندي.. ما يقال
كن ككل الناس عاشوا
ثم ماتوا.. بالكلام
يسكنون الآن قبرا
بعد أن ضاق الزحام
أو كما قالوا قديما
قل على "الأرض السلام"


شيء سيبقى بيننا

أريحيني على صدرك
لأني متعب مثلك
دعي اسمي وعنواني وماذا كنت
سنين العمر تخنقها دروب الصمت
وجئت إليك لا أدري لماذا جئت
فخلف الباب أمطار تطاردني
شتاء قاتم الأنفاس يخنقني
وأقدام بلون الليل تسحقني
وليس لدي أحباب
ولا بيت ليؤويني من الطوفان
وجئت إليك تحملني
رياح الشك.. للإيمان
فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك
أم أمضي مع الأحزان
وهل في الناس من يعطي
بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟
* * *
أريحيني على صدرك
لأني متعب مثلك
غدا نمضي كما جئنا..
وقد ننسى بريق الضوء والألوان
وقد ننسى امتهان السجن والسجان..
وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان
وقد ننسى وقد ننسى
فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان
ويكفي أننا يوما.. تلاقينا بلا استئذان
زمان القهر علمنا
بأن الحب سلطان بلا أوطان..
وأن ممالك العشاق أطلال
وأضرحة من الحرمان
وأن بحارنا صارت بلا شطآن..
وليس الآن يعنينا..
إذا ما طالت الأيام
أم جنحت مع الطوفان..
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات
فلم نقبض لها ثمنا
ولم ندفع لها دينا..
ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس.. في الميزان

مرثية الطائر الحزين

أماه..
لا تخجلي مني أتيتك عاريا
سرقوا ثيابي.. في الطريق
أنا لم أعد طفلا
لألقي بعض عريي في يديك.. وتضحكين
أنا لم اعد طفلا
فأسبح بين أخطائي وأنت تسامحين..
لا تخجلي مني أتيتك عاريا
أخفي عن الطرقات نفسي
عن الأيام.. ما لا تعلمين
لا تخجلي مني فعريي.. بعض عريك
آه يا أماه ما أقسى زماني
صارت الأثواب من وحل.. وطين
* * *
منذ افترقنا والقطار يدور بي عاما.. فعام..
آه لو تدرين كم عصفت بأيامي محطات القطار
كم دارت الأيام يا أمي
وزيف الليل يحملنا إلى دجل النهار
أماه أتعبني الدوار
والآن جئتك والقطار يلمني بعض البقايا
وثيابنا سرقت وعدنا مثلما كنا.. عرايا
منذ افترقنا والقطار يدور بي عاما.. فعام
عشر فعشر.. ثم عشر ضائعات
ما زلت أذكر عندما انطلقت وراء الأفق
أصوات تبشر.. عاد عهد المعجزات
قالوا وقالوا يومها...
قالوا بأن القهر يقتل في النفوس عفافها
والناس تسجنها البطون
صاحت جموع الناس(فلتحيا البطون)
قالوا بأن الصبح حق لا يضيع
والأرض ملك للجميع
صاحت جموع الناس(فليحيا الجميع)
قالوا خراب الأرض في أبناءها
والله وحد بيننا في الرزق في الأنساب
في صمت القبور..
صاحت جموع الناس(فلتحيا القبور)
قالوا لنا.. قالوا الكثير
بين الحدائق كانت الأشجار تعلو
مثل ضحكات الصغار
والحلم بين ملاعب الأطفال يلهو كالنهار
* * *
سألوا علينا في القطار...
أعمارنا.. أخطاءنا..
وصلاتنا.. وصيامنا
سألوا علينا الماء كيف يكون ملمس جلدنا؟
سألوا علينا الطين كيف يكون عمق قبورنا؟
فحصوا مع الخبراء نبض عقولنا
سألوا علينا الليل كيف نهيم في أحلامنا؟
سألوا علينا الصمت كيف يكون دفء نساءنا؟
سألوا علينا.. كيف نبكي.. كيف نضحك؟
كيف نصرخ.. كيف ننسى حزننا؟
لقد استباحوا سرنا
لم يتركوا شيئا لنا..
* * *
ومضى القطار..
يوما فيوما.. والقطار يدور بي.. عاما فعام
وإذا نطقت.. همست شيئا.. أو عطست
يقال دعك من الكلام
في كل يوم ألمح الأشلاء قبرا
تحت قضبان القطار
والبعض منا يختفي..
وإذا سألت يقال مات
وليس في الموت اختيار
صوت القطار يدور في عجلاته
وصفيره يعلو.. ويعلو.. حولنا
من مات مات.. من مات مات
من مات مات.. من مات مات
* * *
حملوا البنادق ذات يوم
خلف أستار الظلام
ورأيتهم كالنار تحرق كل أسراب الحمام
وذئابهم تعوي وأشلاء من الأشجار
و الأزهار تصرخ كالحطام..
أبراج قريتنا رأيت ترابها
يعلو.. ويعلو.. ثم يسقط في الزحام..
وسألتهم ما ذنب أسراب الحمام؟
قالوا قضاء الله لا تسأل
ولا تسمع-حقير الشأن-سفسطة العوام
ونظرت حولي في القطار
طارت عيون الناس خوفا
خلف أشلاء الحمام
وقطارنا يمضي على نفس الطريق
وصفيره يعلو.. ويعلو حولنا
من مات مات.. من مات مات
من مات مات.. من مات مات
* * *
حملوا البنادق ذات يوم
خلف أطفال صغار..
قطعوا أصابعهم وطارت في السماء ثيابهم
وهوت بقايا في التراب
يتساقط الأطفال في الأوحال
في البرك الصغيرة.. كالذباب
وسألتهم ما ذنب أطفال صغار
فأتى إلي الصوت يصرخ بالجواب
هل ينجب الذئب الحقير سوى الذئاب؟
لا تتركوا الأشجار تكبر
واقطعوها قبل أن تعلو الرقاب
وقطارنا يمضي على نفس الطريق
وصفيره يعلو.. ويعلو حولنا
من مات مات.. من مات مات
من مات مات.. من مات مات
* * *
ومضى القطار..
والعمر يدفن بعضه بعضا..
عشر حيارى ثم عشر للأسى
وختامها عشر الأماني الضائعات
العمر أصبح بين أيدينا بقايا من رفات
ونظرت حولي..
لم أجد أحدا يبادلني الكلام
فالناس ماتوا.. أو أصيبوا بالجنون
وسألت نفسي أين نحن.. ومن نكون؟
ومضيت أصرخ في القطار
الجنة الخضراء.. والفقراء والجوعى
وحلم الأمس.. صيحات البطون
الناس حولي يضحكون
ورأيت أعينهم كبركان يحاصرني
ويكبر ثم يكبر.. يحتويني
ثم يحملني الدوار..
وتداخلت في العين ألوان الصور..
النمل يعبث في ثيابي..
والدماء تسيل من رأسي
وأفواج الذباب تحيطني
والناس حولي يضحكون
ألقيت نفسي فوق قضبان القطار
ومضيت أصرخ كيف ضاع العمر في هذا الدمار
جثث الضحايا والأماني الضائعات
على دروب الانتظار..
والجنة الخضراء.. والأحلام الجوعى
وصيحات البطون..
والناس حولي يضحكون..
ومضيت أجمع بعض أشلائي وأوقف في القطار..
ما زال يجذبني القطار..
وتجمعوا حولي وصاحوا:
ضل عن دين الفريق
خلعوا ثيابي.. أحرقوها في الطريق
ورأيت نفسي عاريا..
وأخذت أجمع بين ضحك الناس
أشلائي.. وهم يتساءلون:
قد كان يوما عاقلا..
ومضيت يا أماه أجري.. ثم أجري
ثم أصرخ في جنون
فلقد نسيت الاسم والعنوان يا أمي
تراني.. من أكون؟
سرقوا ثيابي.. أحرقوها
ثم راحوا يضحكون
ورجعت وحدي بالجنون
رجعت وحدي بالجنون


عذرا حبيبي
في كل عام كنت أحمل زهرة
مشتاقة تهفو إليك..
في كل عام كنت أقطف بعض أيامي
وأنثرها عبيرا في يديك
في كل عام كانت الأحلام بستانا
يزين مقلتي.. ومقلتيك
في كل عام كنت ترحل يا حبيبي في دمي
وتدور ثم تدور.. ثم تعود في قلبي لتسكن شاطئيك
لكن أزهار الشتاء بخيلة
بخلت على قلبي.. كما بخلت عليك
عذرا حبيبي
إن أتيت بدون أزهاري
لألقي بعض أحزاني لديك



ويبقى السؤال
سئمت الحقيقة..
لأن الحقيقة شيء ثقيل
فأصبحت أهرب للمستحيل
ظلال النهاية في كل شيء
إذا ما عشقنا نخاف الوداع
إذا ما التقينا نخاف الضياع
وحتى النجوم..
تضيء وتخشى اختناق الشعاع
هموم السفينة ترتاح يوما
وتلقي بعيدا.. بقايا الشراع
إذا ما فرحنا.. نخاف النهاية..
إذا ما انتهينا.. نخاف البداية
وما عدت أدرك أصل الحكاية
لأن الحقيقة شيء ثقيل..
* * *
سئمت الحقيقة..
نحب ونشتاق مثل الصغار
ويصحو مع الحب ضوء النهار
ويجعلنا الحب ظلا خفيفا
وتنبض فينا عروق الحياة
وننسى مع القرب لون الخريف
ويبلغ درب الهوى.. منتهاه
ويوما نرى الحب أطلال عمر
وتصرخ فينا.. بقايا دماه
* * *
سئمت الحقيقة..
شباب يحلق بالأمنيات
يباهي به العمر كالمعجزات
ويسقط يوما كوجه غريب
يطارد عمرا من الذكريات
نقامر بالعمر.. يحلو الرهان
نريد الأماني.. فيأبى الزمان
ونحمل للظل لحنا قديما
نعيش عليه الخريف الطويل
وندرك بين رماد الأماني
بأن الحقيقة.. شيء ثقيل
* * *
سئمت الحقيقة..
تشرد قلبي زمانا طويلا
وتاه به الدرب وسط الظلام
حقيقة عمري خوف طويل
تعلمت في الخوف ألا أنام
نخاف كثيرا
عيون ينام عليها السهر
نخاف الحياة.. نخاف الممات
نخاف الأمان.. نخاف القدر
وأوهم نفسي..
بأن الحياة شيء جميل
وأن البقاء.. من المستحيل
* * *
سئمت الحقيقة..
فما زلت أعرف أن الحياة
ومهما تمادت سراب هزيل
وما زلت أعرف أن الزمان
ومهما تزين.. قبح جميل
وأعرف أني وإن طال عمري
سأنشد يوما.. حكايا الرحيل
وأعرف أني سأشتاق يوما
يضاف لأيام عمري القليل
ونغدو ترابا..
يبعثر فينا الظلام الكسيح
ونصبح كالأمس ذكرى حديث
تراتيل عشق لقلب جريح
وفي الصمت نصبح شيئا كريها
وأشلاء نبض لحلم ذبيح
وتهدأ فينا رياح الأماني
وبين الجوانح.. قد تستريح
ونغدو بقايا..
تطوف علينا فلول الذئاب
فتترك للأرض بعض البقايا
وتترك للناس بعض التراب
حقيقة عمري بعض التراب
وتلك الحقيقة.. شيء ثقيل
* * *
سئمت الحقيقة..
فما عدت أملك في الأرض شيئا
سوى أن أغني..
وأوهم نفسي بأني.. أغني
وأحفر في اليأس نهر التمني
لتسقط يوما تلال الظلام
وينساب كالصبح صوت المغني
وأوهم نفسي..
ببيت صغير لكل الحيارى
يلم البقايا.. ويأوي الطريد
رغيف من الخبز.. ساعات فرح
وشطآن آمن.. وعش سعيد
وأوهم نفسي بعمر جديد
فأبني القصور بعرض البحار..
وأعبر فيها الليالي القصار
وأوهم نفسي..
بأن الحياة قصيدة شعر
وألحان عشق.. ونجوى ظلال
وأن الزمان قصير.. قصير
وأن البقاء محال.. محال
تعبت كثيرا من السائلين
وما زال عندي نفس السؤال
لماذا الحقيقة شيء ثقيل؟
لماذا الهروب من المستحيل؟
سئمت الحقيقة..
لأن الحقيقة شيء ثقيل


ولا شيء بعدك

لأنك سر..
وكل حياتي مشاع.. مشاع..
ستبقين خلف كهوف الظلام
طقوسا.. ووهما
عناق سحاب.. ونجوى شعاع..
فلا أنت أرض..
ولا أنت بحر
ولا أنت لقيا..
تطوف عليها ظلال الوداع
وتبقين خلف حدود الحياة
طريقا.. وأمنا
وإن كان عمري ضياعا.. ضياع
* * *
لأنك سر
وكل حياتي مشاع مشاع..
فأرضي استبيحت..
وما عدت أملك فيها ذراع
كأني قطار
يسافر فيه جميع البشر..
فقاطرة لا تمل الدموع
وأخرى تهيم عليها الشموع
وأيام عمري غناوي السفر..
* * *
أعود إليك إذا ما سئمت
زمانا جحودا..
تكسر صوتي على راحتيه..
وبين عيونك لا امتهن..
وأشعر أن الزمان الجحود
سينجب يوما زمانا بريئا..
ونحيا زمانا.. غير الزمن
عرفت كثيرا..
وجربت في الحرب كل السيوف
وعدت مع الليل كهلا هزيلا
دماء وصمت وحزن.. وخوف
جنودي خانوا.. فأسلمت سيفي
وعدت وحيدا..
أجرجر نفسي عند الصباح
وفي القلب وكر لبعض الجراح..
وتبقين سرا
وعشا صغيرا..
إذا ما تعبت أعود إليه
فألقاك أمنا إذا عاد خوفي
يعانق خوفي.. ويحنو عليه..
ويصبح عمري مشاعا لديه
* * *
أراك ابتسامة يوم صبوح
تصارع عمرا عنيد السأم
وتأتي الهموم جموعا جموعا
تحاصر قلمي رياح الألم
فأهفو إليك..
وأسمع صوتا شجي النغم..
ويحمل قلبي بعيدا بعيدا..
فأعلو.. وأعلو..
ويضحى زماني تحت القدم
وتبقين أنت الملاذ الأخير..
ولا شيء بعدك غير العدم

يا زمان الحزن في بيروت

برغم الحزن والأنقاض يا بيروت
ما زلنا نناجيك
برغم الخوف والسجان والقضبان
ما زلنا نناديك
برغم القهر والطغيان يا بيروت
ما زالت أغانيك
وكل قصائد الأحزان يا بيروت
لا تكفي لنبكيك
وكل قلائد العرفان تعجز أن تحييك
فرغم الصمت ما زالت مآذننا
تكبر في ظلام الليل..
تشدو في روابيك
وما زالت صلاة الفجر يا بيروت
تهدر في لياليك
ورغم النار والطوفان
سوف تجيء أيام تحاسبنا..
فتخلع ثوب من خدعوا
وتكشف زيف من صمتوا
وسيف الله يا بيروت رغم الصمت
سوف يظل يحميك
* * *
ويا بيروت..
يا نهرا من الأشواق
عاش العمر يروينا..
ويا جرحا سيبقى العمر.. كل العمر
يؤلمنا.. ويشقينا
ويا غرناطة الفيحاء
هل ضلت مساجدنا
وهل كفرت ليالينا؟
زمان اليأس كبلنا
وكسر حلمنا.. فينا
غدوت الآن يا بيروت بركانا
كبئر النار يحرقنا
ويسري في مآقينا
حرام أن نراك اليوم وسط النار
هل شلت أيادينا..
حرام أن نراك الآن
والطوفان يغرقنا
فلم نعرف لنا وطنا..
ولم نعرف لنا دينا
* * *
ويا بيروت..
يا كأسا من الأشواق أسكرنا
ويا وطنا على الطرقات ألقيناه
لم نعرف له ثمنا
قتلنا الصبح في عينيك..
صار الضوء أشباحا
وعمرا ضاع من يدنا
تقاسمناه أفراحا
تآمرنا..
وبعنا الله والقرآن يا بيروت
لم نخجل لما بعنا..
مساجدنا..
وأوراق من القرآن
تسبيحاتنا صمتت
وضاعت مثلما ضعنا..
تآمرنا..
خدعناهم بأوهام حكيناها
فكم سمعوا حكايا..
((سيجمع شملكم وطن))
ويرجع كل ما كانا..
رأينا الحلم في الطرقات
يا بيروت أشكالا.. وألوانا
وصار الحلم بين جوانح الأطفال إيمانا..
((سيجمع شملكم وطن))..
رأينا الحلم في الأطفال
في الأشجار في صمت
القناديل الحزينة
قرأنا الحلم في الأشعار للبسطاء
والفقراء في سوق المدينة
وأصبح حلمهم سيفا..
بأيدينا قطعناه
ومزقناه في الطرقات
لم نعرف له أثرا
وفي صمت تركناه
إله ي سكون الليل
بالحلوى صنعناه..
وعند الصبح كالكفار
في صمت.. أكلناه
وضاع الحلم يا بيروت
ضعنا.. أم أضعناه
وخلف شواطئ الدخان والطغيان
لاح الحلم يا بيروت أنقاضا
وبين مواكب الأشلاء
تاريخا.. وأمجادا.. وأعراضا
توارى الحلم يا بيروت
* * *
وقالوا إنها بيروت تجني
ذنب ما فعلت..
وقالوا إنها ضلت
وقالوا إنها كفرت
وفيها الفحش والبهتان..
والطغيان ألوانا..
وقالوا عنك يا بيروت ما قالوا
ألا يكفيك يا بيروت
صوت الله برهانا
فهل سيضيع من عينيك
نور الله تسبيحا.. وإيمانا؟
وهل تغدو مساجدنا
أمام الناس بهتانا؟
وهل نبكي على ملك
توارى في خطايانا؟
بكينا العمر يا بيروت
عند وداع قرطبة
فهل سنعيد ما كانا؟
يهود العمر يا بيروت من يدنا
ودين الله.. ما هانا


موتى.. بلا قبور

كثيرون ماتوا.. بكينا عليهم
أقمنا عليهم صلاة الرحيل
وقلنا مع الناس صبرا جميلا
فهل كل صبر لدينا جميل؟
قرأنا الفواتح بين البخور
وقلنا: الحياة متاع قليل
نثرنا الفطائر فوق القبور
وفي الأفق تبكي ظلال النخيل
كثيرون ماتوا..
أهلنا عليهم تلال التراب
ولكنا لم نمت بعد لكن
لماذا يهال علينا التراب؟!
فما زلت حيا
ولكن رأسي بقايا ضريح
وما زلت أمشي
يقيد خطوي درب كسيح
وينبض قلبي
وإن كنت أحيا.. بقلب ذبيح
* * *
كثيرون ماتوا..
وما زلت انشد لحنا حزينا
أطوف به بين هذي القبور
هناك بعيدا
تغرد في الصمت بعض الطيور
حروف تعانق بعض الحروف
وتصنع سطرا
نجوم تطوف بعين السماء
وتنسج فجرا
وفي جبهة الأرض تسري دماء
وينبت في الأرض شيء غريب
عظام تقوم..
وبين الجماجم همس يدور
فما زلت أسمع همسا غريبا
وبين التراب قبور تثور
وتصحو الشواهد.. تعلو وتعلو
وتصنع تاجا..
يزين في الليل صمت القبور
وينطق شيئا..
فماذا يقول..
ماذا يقول؟!


المغني الحزين


غنائي الحزين..
ترى هل سئمتم غنائي الحزين؟
وماذا سأفعل..
قلبي حزين
زماني حزين
وجدران بيتي
تقاطيع وجهي..
بكائي وضحكي
حزين حزين؟
* * *
أتيت إليكم..
وما كنت أعرف معنى الغناء
وغنيت فيكم.. وأصبحت منكم..
وحلقت بالحلم فوق السماء..
حملت إليكم زمانا جميلا على راحتيا
وما جئت أصرخ بالمعجزات
وما كنت فيكم رسولا نبيا
فكل الذي كان عندي غناء
وما كنت أحمل سرا خفيا
وصدقتموني..
فماذا سأفعل يا أصدقاء
إذا كان صوتي توارى بعيدا
وقد كان صوتا عنيدا قويا؟
إذا كان حلمي أضحى خيالا
يطوف ويسقط في مقلتيا؟
وصار غنائي حزينا.. حزين
* * *
لقد كنت أعرف أني غريب
وأن زماني زمان عجيب
وأني سأحفر نهرا صغيرا وأغرق فيه
وأني سأنشد لحنا جميلا
وأدرك أني أغني لنفسي
وأني سأغرس حلما كبيرا
ويرحل عني.. وأشقى بيأسي..
فماذا سأفعل يا أصدقاء؟
أتيت إليكم بلحن جريح
لأن زماني.. زمان قبيح
فجدران بيتي دمار.. وريح
وبين الجوانح قلب ذبيح
فحيح الأفاعي يحاصر بيتي
ويعبث في الصمت صوت كريه
إذا راح عمر قبيح السمات
رأينا له كل يوم شبيه
وفئران بيتي صارت أسودا
فتأكل كل طعام الصغار
وتسرق عمري.. وتعبث فيه
* * *
أنام وفي العين ثقب كبير
فأوهم نفسي بأني أنام
وأصحو وفي القلب خوف عميق
فأمضغ في الصمت بعض الكلام
أقول لنفسي كلاما كثيرا
وأسمع نفسي..
وألمح في الليل شيئا مخيفا
يطوف برأسي
ويخنق صوتي..
ويسقط في الصمت كل الكلام
* * *
فلا تسأموني
إذا جاء صوتي كنهر الدموع
فما زلت أنثر في الليل وحدي
بقايا الشموع
إذا لاح ضوء مضيت إليه
فيجري بعيدا.. ويهرب مني
وأسقط في الأرض أغفو قليلا
وأرفع رأسي.. وأفتح عيني
فيبدو مع الأفق ضوء بعيد
فأجري إليه..
وما زلت اجري.. و أجري.. وأجري..
حزين غنائي
ولكن حلمي عنيد.. عنيد
فما زلت أعرف ماذا أريد
ما زلت أعرف ماذا أريد
  رد مع اقتباس