[الوحدات]

لقد قدم ريكارد أفضل ما عنده مع البارسا في موسمه الثالث مع الفريق 2005-2006 عندما حصد لقبي الليجا ودوري أبطال أوروبا، ووقتها كان يملك 11 لاعبا فقط بحوزته يمكنهم اللعب كأساسيين دون قائمة بدلاء مبهرة، فيما عدا أندريس إنييستا، الذي نجح في كل المهام التي كلف بها، حتى كجناح.

الآن يمتلك المدرب الهولندي فريقا عملاقا من الصعب صنع مثيله، لديه لاعب أساس وربما بديلين في كل مركز من مراكز اللعب، الأمر يبدو كأنها حال "تخمة" في اللاعبين أصحاب الكفاءة والمجهود الوافر.

هذا العام سيكون على ريكارد إثبات قدراته كمدرب، وكواضع لاستراتيجيات الفريق، فقدراته كـ"مايسترو" بين لاعبيه داخل وخارج الملعب غير محدودة، ولكن مسيرته الموسم الماضي كانت عامرة بالأخطاء، تحديدا في القرارات التي تتعلق بمقعد بدلاء البارسا، وهنا يأتي دور مساعديه يوهان نيسكنز ويوزيبيو ساركستان في تأكيد ثقلهما على صعيد القرارات الفنية للفريق.

حتى الآن تبدو نظرة يوزيبيو هي الأرجح فنيا، التي يفضلها ريكارد أيضا، باللعب بطريقة 4-3-3. وترك أحد أعضاء "الخارقون الأربعة" -هنري أو ميسي أو رونالدينيو أو إيتو- على مقعد البدلاء، واللعب بلاعب ارتكاز صلب، مع ترك المساحة لاثنين من أصحاب الحجم الضئيل "شابي أو إينييستا أو ديكو" للقيام بدور تروس الفريق التي لا تهدأ في منطقة العمليات.

المشكلة أنه من الآن وحتى حلول كأس الأمم الإفريقية -مطلع العام المقبل- سنكون على موعد في البارسا مع دراما أسبوعية لتحديد من الذي سيجلس كبديل، بل من الذي لن تشمله القائمة من الأساس، متابعا للمباريات من المدرجات.

القرار النهائي سيكون لريكارد وعليه أن يتجنب الوقوع في الأخطاء هذه المرة.

أعتقد أن العمل وسط كل هذه الخيارات التكتيكية يعد أمرا مثيرا، قياسا بالطبع لاحتياجات وظروف كل مباراة، ولا يمكننا إنكار أن البارسا في عهد السير بوبي روبسون قبل 10 سنوات قدم عروضا ممتعة آنذاك، عندما أحرز رونالدو وقتها 34 هدفا، وكان الفريق يلعب بطريقة 4-2-3-1!