عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11/12/2021, 01:30 PM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
 
محمود الاسكندرانى
كبير مشرفين المنتدى الاسلامى والبيت العائلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محمود الاسكندرانى غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 105086
تاريخ التسجيل : Jun 2008
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 2,416 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 271
قوة التـرشيـح : محمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميزمحمود الاسكندرانى يسعي للتميز
new ابنائكم أمانة في أعناقكم





ان المجتمع الصالح ينبني على الأسر الصالحة، وعلى البيوت الطيبة، والبيوت الطيبة تنبني على الزوجة الصالحة، ولهذا يجب على المسلم أن يختار الزوجة الصالحة قال صلى الله عليه وسلم: فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ، قال الله جلَّ وعلا: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)، فيختار الزوجة الصالحة لأنها هي أساس البيت، وهي المربية للذرية، وهي الحافظة لأسرار زوجها، (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ) يعني: مطيعات لله، (حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ) إذا غاب زوجها حفظته في نفسها وفي ماله حتى يرجع، وفي أولاده.


فإذا رزق منها ذرية فإنه يعتني بتربيتهم ذكورا وإناثا من الصغر، ويتعاون مع الأم على تربيتهم على الخير قال صلى الله عليه وسلم: مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لعَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ، هذه تربية متدرجة مع الأبناء من صغرهم، ولاشك أن هذا يحتاج إلى صبر ويحتاج إلى تعب، ولكنه في طاعة الله وهو صبر مخلوف والعاقبة للتقوى، والعاقبة للمتقين، فيتعاون الأب والأم على تربية الأولاد، والأم تعتني أكثر بتربية البنات على الأخلاق الطيبة وعلى الستر وعلى الحياء، الوالد يعتني بابنه أكثر يعوده على الرجولة، وعلى آداب الرجال حتى يخرج عضوا صالحا ينفعه بإذن الله في حياته وبعد مماته، وصلاح الذرية لا يحصل بدون تعب، لابد من تعب، لابد من صبر، لابد من استعداد ومراقبة، وإلا فإن هذه العائلة ستضيع كما هو الواقع الآن في كثيرٍ من البيوت، لاسيما في زماننا الذي كثره فيها الفتن والشرور والصوارف فأين الآباء؟ أين الأمهات؟


إن أولادكم أمانة في أعناقكم، وأنتم مسئول عنهم، هم رعيتكم، الرَّجُلَ رَاعٍ في بَيْتِهِ، مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، والذي يضيع رعيته متوعد بالوعيد الشديد يوم القيامة في الحديث الصحيح: ما من راع يسترعيه الله رعية ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة .


فاتقوا الله، يا عباد الله، خصوصا في هذا الزمان الذي يموج في الفتن، الفتن في الشوارع، الفتن في المدارس، الفتن حتى في البيوت، دخلتها الفتن المتنوعة بواسطة وسائل الاتصال، الاتصال الذي يأتي عن طريق الانترنت، عن طريق الوسائل الدقيقة المعرفة حتى كأن من يطالعها يعيش في أوروبا وأمريكا وفي بلاد الكفر، وهو في بيته في بلد المسلمين، كل الشرور تأتي وتدخل عليه في بيته مرئية ومسموعة ومقرءوه وهو على فراشه، وأشد من ذلك النساء والبنات هي على فراشها، وأنت ترى أنها في بيتك لكنها في خارج في فكرها وفي عقلها وحتى في عرضها بواسطة هذه الوسائل التي توفرت في كثير من البيوت، وهي وسائل شر، ووسائل تدمير، ووسائل خراب للأفكار للأخلاق للدين للعقيدة وأنتم لا تشعرون بذلك، همكم هو دنياكم فقط، همكم هو السهر مع الأصدقاء، والرحلات وما أشبه ذلك، أو الجري الحثيث والهث وراء التجارات والأموال والثروات، الأولاد هو الثروة، إذا ضيعتها ضيعت دينك ودنياك، وصار هؤلاء الأولاد حسرةً عليك كما قال الله جل وعلا: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ).


الأمر شديد، والخطر كبير في هذا الزمان وأكثركم غافلون، غافلون عن هذا، راقبوا أولادكم، تابعوهم خذوهم للمساجد، خذوهم للدروس والمحاضرات الطيبة، استصحبوهم في مجالسكم ليسمعوا كلام الرجال، ويتربوا على أحسن الخصال، التربية لا تحصل عفوا، التربية الطيبة لا تحصل عفوا، لا تحصل إلا بتعب وكد ومشقة؛ ولكن النتائج حميدة إذا كانت تربية صالحة: كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ يولد فطرته سليمة طيبة كالتربة الطيبة الخصبة؛ لكن قد يعتريها من التربية ما يصرفها ويفسدها قال صلى الله عليه وسلم: كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ يجعلانه يهوديا، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ يجعلانه نصرانيا، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ يجعلانه مجوسيا وذلك بالتربية السيئة، إما بإهمال الأبوين، وإما بمتابعة هذه الوسائل المدمرة المرئية والمقروءة والمسموعة وهي متوفرة بالجوالات وفي الانترنت وفي الفيس بوك كما يسمونه وفي أشياء لا أعرفها وهي وسائل تدمير وخراب للبيوت والأسر والمجتمعات وهذا ما يريده أعداء الإسلام، أعداء الإسلام غزوكم اليوم لا بالسلاح، وإنما غزوكم بالأفكار السيئة، غزوكم بالأدوات المدمرة وسائل الاتصالات وأنتم غافلون عن ذلك.


اتقوا الله في بيوتكم، وفي أولادكم،وفي ذراريكم، نوح عليه السلام لما ركب في السفينة هو ومن ركب معه وحاد ابنه ولم يركب معه قال: (يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ* قَالَ الابن: (سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ) الأب: (لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ)، ثم لما هبط نبي الله نوح عليه السلام إلى الأرض: (فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ) الله وعده، وعده أن ينجي معه أهله، (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) لماذا؟ (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) وفي قراءة: (عَمَيل غَيْر صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ* قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ) أنظروا ماذا صار مصير الابن لما خالف أباه وصار مع الكافرين؟ غرق معهم وهو ابن نوح لم ينفعه ذلك.
فاتقوا الله في أولادكم، الصلاح لا يحصل عفوا بدون تعب


اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.


توقيع » محمود الاسكندرانى

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس