رد: العلاقة بين العقل والنقل ...
فمن الخطأ طلب البحث عن كيفية الأمور الغيبية
أو الذات الإلهية أو صفاتها في الدنيا
لأن النواميس التي أوجدها الله في الكون لا تسمح بذلك
اللهم إلا إذا حدث خرق للعادة كأن يرى بعض الرسل الملائكة
أو الجنة أو النار أو بعض أمور الغيب
أو ما يعجز الإنسان العادي عن إدراكه
كما ورد في حديث عائشة الذي رواه البخاري
(قَالَتْ عَائِشَةُ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ
ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةٍ أُخْرَى
ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى قَضَاهَا وَسَجَدَ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الثَّانِيَةِ
ثُمَّ قَالَ إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ
فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ
لَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُهُ
حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُ أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنْ الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيْتُمُونِي
جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ
يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ)
أما في الآخرة فالأمر مختلف تماما
إذ أن مدركات الإنسان في الآخرة تختلف عن مدركاته في الدنيا
كما صح الخبر عن رسول الله
بذلك في الحديث المتفق عليه حيث قال
خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال
اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس
فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك
فقال السلام عليكم فقالوا
السلام عليك ورحمة الله
فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم
فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن
فالإنسان يوم القيامة على صورة آدم طوله ستون زراعا
ومن أجل ذلك فإن مداركه وحواسه
تتغير بالكيفية التي تناسب أمور الآخرة
فإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنكم سترون ربكم كما ورد في صحيح البخاري
عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ
كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ
فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا
ثُمَّ قَرَأَ
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)
علمنا أن إدرك العين المبصرة في الدنيا
وقدرتها تختلف عن إدراك العين المبصرة
في الآخرة وقدرتها على الرؤية
من أجل ذلك وجب الإيمان
بالرؤية في الآخرة والتسليم بذلك
لموافقته للعقل الصريح والنقل الصحيح
وكذلك الحال في بقية الصفات
فنؤمن بها ونثبتها لله دون طلب للكيفية
أما العقل فأقصى حدوده
أن يتعرف على الله ووجوده من خلال الأسباب
فهناك عدة أمور يدرك بها العقل حقائق الأشياء
نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى
|