رد: الشعراء العرب
خيبة الأمل وجرح الكبرياء
وهذا ما كان يغري حساده به فيستغلونه
ليوغروا صدر سيف الدولة عليه حتى أصابوا بعض النجاح
وأحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه
وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض
وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير
وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر وصديقه الأمير
ولربما كان هذا الاتساع مصطنعاً
إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما
وأحس أبو الطيب بأن السقف الذي أظله أخذ يتصدع
وظهرت منه مواقف حادة مع حاشية الأمير
وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه
حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه
عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها
وأصابته خيبة الأمل
لاعتداء ابن خالوية عليه بحضور سيف الدولة
ولم يثأر له الأمير وأحس بجرح لكرامته
لم يستطع أن يحتمل فعزم على مغادرته
ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه
وإنما أراد أن يمضي بعزمه
فكانت مواقف العتاب الصريح والفراق
وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 ه ومنها
لا تطلبن كريماً بعد رؤيته
فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له
وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير
فأوغروا قلب الأمير
فجعل الشاعر يحس بأن هوة
بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد
وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا
فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم
فغادر حلباً وهو يكن لأميرها الحب
لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب
ولم يقف منه موقف الساخط المعادي
وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها
حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة من مصر
حتى كادت الصلة تعود بينهما
نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى
|