عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20/12/2015, 09:48 AM
الصورة الرمزية ايمن مغازى
 
ايمن مغازى
مراقب عـام منتديات المهندسين العرب

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ايمن مغازى متصل الآن  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 328492
تاريخ التسجيل : Feb 2013
العمـر : 50
الـجنـس :
الدولـة : كفرالشيخ.فوه.الفتوح
المشاركـات : 29,752 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 1264
قوة التـرشيـح : ايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمةايمن مغازى قرب من القمة
افتراضي تذكروا الفقراء والمساكين في فصل الشتاء

تذكروا الفقراء والمساكين في فصل الشتاء












في اختلاف الليل والنهار وتعاقب فصول العام، من صيف وشتاء وربيع وخريف آيات لذوي العقول، ودلالة عظيمة على صنع الله، ونعمة كبيرة من الله على عباده، ينظر في اختلافها المتفكر فيعلم أن انتقالها من حال إلى حال صادر عن عزيز حكيم وقادر عليم. وعند حلول الشتاء واشتداد البرد يتوقف العاقل أمام دروس وعبر، ومن هذه الدروس التي ستوقف المسلم عند اقبال الشتاء معنى التحصين والحفظ والاتقاء، فالإنسان يخاف من صولة البرد فيتقيه بالدفء والملابس والمعاطف لينجو من اذى قد يلحق به، ويتفقد اولاده وأهل بيته ليحميهم من خطر البرد وشره وتبدأ المتابعة الدائمة من الوالدين لاولادهما، وتأمين ما يحتاجون اليه من الوقاية من اذى الشتاء وهذا من طبيعة البشر ولا يثرب على الإنسان في ذلك.
بيد أن الذي ينبغي على الإنسان أن يكون منه على ذكر دائماً ان الإسلام حث على التحصن بالتقوى من الذنوب والآثام، وحفظ الجوارح من الحرام، فإن التقوى هي أخذ الوقاية والتحرز من عقاب الله وعذابه، بطاعته واتباع اوامره واجتناب نواهيه، فكما ان الإنسان يتقي من عقاب الله وعذابه، بطاعته واتباع اوامره واجتناب نواهيه، فكما أن الإنسان يتقي ما يضره في جسمه وحسه يجب عليه ان يتقي ما يضره في دينه وخلقه ونفسه ومجتمعه، وقد أمر الله تعالى أن تكون التقوى في أمر المؤمن كله حيث قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته} وقال سبحانه: {فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.










ومن لطائف التوفيق بين التقوى الحسية والتقوى الشرعية في الإسلام، أن السلف الصالح جعلوا الشتاء موسماً من مواسم التزود من العبادة والطاعة، فليله طويل للقائم، ونهاره قصير للصائم، وجاء في الحديث: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة" اخرجه أحمد والترمذي، ومعنى "الغنيمة الباردة" هي الحاصلة بلا تحمل كلفة المحاربة، وصوم الشتاء له اجر بلا تحمل مشقة الجوع، لقصر نهاره وقلة العطش فيه، اما قيام ليل الشتاء فلطوله يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم ثم تقوم بعد ذلك إلى الصلاة وقراءة القرآن، فيجتمع للإنسان مصلحة دينه وراحة بدنه.



وإذا كان الغافلون عن هذا الفضل العظيم يقضون هذا الليل اما في سبات عميق أو في لغو وباطل فإن عليهم أن يراجعوا انفسهم، ويحفظوا أوقاتهم ويشغلونها بما يفيد ليصلحوا بها شؤونهم وحياتهم ويتقربوا فيها إلى ربهم.
ومن كلام يحيى بن معاذ: الليل طويل فلا تقصر بمنامك، والإسلام تقي فلا تدنسه بآثامك، ويروي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انه قال: مرحباً بالشتاء تنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام.
والقيام في الشتاء شاق على النفس لأنها ربما تتألم بالقيام من الفراش الدافئ في شدة البرد، اضافة إلى ما تجده من برودة الماء على الاعضاء في بعض الأوقات، ولكن من يعلم ما أعده الله للعاملين في طاعته، وكان له أنس ولذة بمناجاة خالقه ومولاه، فإنه يهون عليه هجر الفراش، ولذيذ المنام.










واسباغ الوضوء في شدة البرد يُعد من أفضل الأعمال، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الا ادلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالوا بلى يا رسول الله قال: اسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة" ومعنى قوله: "على المكاره" أي تكميل الوضوء واتمامه واستيعابه على جميع الاعضاء مع شدة البرد وألم الجسم.









ومن نعمة الله على الناس في الشتاء استعمال ما يدفع به أذى البرد من لباس وتدفئة، وتسخين الماء البارد عند الحاجة اليه، وهذا أمر مطلوب شرعاً ومرغوب طبعاً، وكان عمر بن الخطاب إذا حضر الشتاء تعاهد عماله ورعيته وكتب لهم بالوصية، إن الشتاء قد حضر، وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب، واتخذوا من الصوف شعاراً ودثاراً، فإن البرد عدوٌ، سريع دخوله بعيد خروجه.



ومن حكمة الله تعالى أن جعل البرد والحر في الدنيا لمصالح الناس، فالحر لتحليل الأخلاط، والبرد لجهودها، فإذا لم يصب الأبدان شيء من ذلك تعجل فسادها، ولو جعلته السنة كلها شتاءً دائماً أو صيفاً دائماً لتعطلت مصالح كثير من الناس، ولما استقامت لهم الأحوال، ولكثرت علل الأبدان واسقامها، وتضاعفت عليها الأوجاع والآلام، فمن الأبدان من لا تستقيم صحتها ونضارتها إلا في الشتاء، ومنها من لا تكون كذلك إلا في الصيف، وقد توسع في ذلك ابن رجب في لطائف المعارف فليراجعه من شاء.



ومن العبر في فصل الشتاء أن الله العلي القوي القادر على التعذيب بالنار والحرارة قادر كذلك على التعذيب بالريح والبرودة ولذلك جعل الله سبحانه أهل الجنة {متكئين على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً} فنفى عنهم شدة البرد وشدة الحر لأن شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم الله اذاهما جميعاً، وفي صحيح البخاري ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن لجهنم نفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير، فما أعظم لطف الله بعباده!!



ومما ينبغي أن تكون منك أخي القارئ على ذكر في فصل الشتاء تذكر حال الفقراء والمساكين وما يلاقونه من شدة البرد وقسوته ومساعدتهم بقدر ما يدفع عنهم اذى البرد من لباس وكساء وغطاء وغذاء فكلما اشتدت الحاجة والفاقة عظم الأجر والثواب والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

[IMG]http://www.******satiraq.com/vb/signaturepics/sigpic42_1.gif[/IMG]
البعض يرى القمة غاية ونحن نتخذها بداية


توقيع » ايمن مغازى
لا إلـــه إلا الله
محمــد رســول الله

 

مواضيعيردودي
 
من مواضيعي في المنتدي

رد مع اقتباس