لو إنك الريح
لو انك الريح !
لكنت علّمتك كيف تغفو بلا ضجيجٍ يحدثه وجودك في قلبي
وكنت قصصت عليك حكايا الحب والاطفال
اهدهد أوجاعك في سرير حناني حتى تنام
أهمس لقلبك أناشيداً حفظت لحنها من موج البحار
لو انك الريح...!
لكنت لهبوبك طاحونة هواء
أوزّع أجزاءك داخلي كيفما أشاء
أجمع من كلّ نسمةٍ تأتيني منك في صندوق قلبي الصغير
أوزعها فوق المروج والحقول الغافية لأوقظ بذكرك الزهور وسنابل القمح والعصافير
أدقّ بصوتك اجراس الكنائس
ليبدأ العيد
أسقي بدمعك صحاري الزمان
لتنبت واحاتٍ يتعمّد بطهرها المشرّدون
لو انك الريح!
لكنت لمرورك شمس
في برد الحياة تأتيك
جئتك الإن لأقول
يا سيد فصول حياتي الأربعة
لا تكترث وانت معي لعبث الفصول
حبك اجتاحني من جهاتي الأربعة
ولأنك العاصفة التي هبّت على عمري بلحظةٍ
لم احبك يوماً بهدوء الريح
فقد احببتك بجنون زوبعةٍ كل يومٍ
أكثر ..فأكثر ...فأكثر
|