[رضا زيدان]

أكد وزير خارجية الصومال علي جامع أحمد ان حكومة بلاده مستعدة لعمل أي شيء يمكن ان يساعد في اطلاق قافلة النفط السعودية التي يحتجزها القراصنة.
وأشار في تصريحات صحفية إلي ان بلاده لا تملك قوات بحرية نظامية تساعدها في منع أعمال القرصنة فضلا عن مواجهتهم لانقاذ الناقلة العملاقة.
وأوضح ان التعاون الدولي هو الطريق الأفضل لإنهاء أزمة الناقلة سلميا.. داعيا مجلس الأمن إلي تقديم المساعدة في هذا الشأن.
وذكر ان خطر القرصنة هو مسئولية دولية يجب ان يشارك فيها الجميع مؤكداً ان المعلومات التي يمتلكونها غير كافية لتحديد هوية الجهات التي تقف إلي جانب القراصنة.
وذكر وزير الخارجية الكيني موسيس واتنجولا ان القراصنة الصوماليين تلقوا فدية تصل إلي 150 مليون دولار كندية خلال العام الجاري.
وكانت روسيا قد أعلنت أمس انها ارسلت المزيد من السفن الحربية لمواجهة القراصنة.. داعين إلي عمل جماعي دولي للقضاء عليهم.
كما أعرب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عن معارضته لاجراء اية مفاوضات مع القراصنة ووصفهم بأنهم مجرد مجموعة من الإرهابيين.
من جانبه ذكر متحدث باسم القراصنة الصوماليين أمس انه يأمل ان يتمتع صاحب الناقلة السعودية المحتجزة بالحكمة والا يسمح باستخدام الخيار العسكري لانهاء احتجازها.
وأشار إلي ان الخيار العسكري سيكون بمثابة كارثة للجميع.. مؤكدا ان ميليشياته متواجدة في موقع احتجاز الناقلة للدفاع عنها.
وأشار إلي ان المفاوضات مستمرة بين القراصنة و صاحب الناقلة.. لكم لم يتم التوصل إلي اتفاق مشترك حتي الآن.
وأوضح انه يعمل ضمن فريق القراصنة المتواجدين علي رمال السواحل وان مهمتهم هي تنظيم عمليات الحماية للمنطقة.
وذكر أحد الصيادين بالمنطقة ان 10 مسلحين علي الأقل انضموا خلال الساعات القليلة الماضية إلي صفوف القراصنة المتواجدين علي متن الناقلة المختطفة.
وأوضح أحد أفراد القراصنة ان جماعته لا تعتزم إلحاق أذي بطاقم الناقلة أو أي دمار بها.. مؤكدا انهم يأملون ان تتم الاستجابة إلي مطلبهم بدفع الضريبة.
وتقع المنطقة المحتجزة بها الناقلة علي بعد نحو 300 كيلو متر شمال العامصة الصومالية "مقديشيو".
وكان برنامج مساعدة البحارة في شرق افريقيا قد كشف النقاب عن وجود أكثر من ألف قرصان يجوبون مياه خليج عدن بعد ان كان عددهم لا يتجاوز 100 قرصان عام .2005
وكان المتمردون الصوماليون قد تعهدوا أمس بمحاربة القراصنة علي سواحل بلدهم.
ذكر المتحدث باسم المتمردين شيخ عبدالرحمن عيسي ان ميليشياته تسيطر تماما علي هاراديري.. مشيراً إلي انه من المستحيل علي القراصنة الاختباء هناك.
وأوضح انه لا توجد لدي ميليشياته أي خطط لشن هجوم علي القراصنة الآن مؤكداً انه اذا تم رصدهم فسوف يقاتلهم رجاله!
ويري عدد من المحللين ان المتمردين الصوماليين الذين يخوضون قتالا ضد الحكومة في وسط البلاد وجنوبها لديهم اتصالات مع القراصنة.. وهو الأمر الذي تنفيه ميليشيات القراصنة.
وكان القراصنة قد طالبوا صاحب الناقلة بدفع 25 مليون دولار كفدية مقابل اطلاق سراح الناقلة النفطية ومنحوه مهلة لا تتجاوز عشرة أيام للرضوخ لمطالبهم.
وذكرت مؤسسة "شاتام هاوس" البريطانية للأبحاث ان القراصنة حصلوا العام الماضي علي نحو 30 مليون دولار كفدية مقابل اطلاق سراح السفن التي احتجزوها.
وكانت جماعة شباب المجاهدين التي تسيطر علي أجزاء كبيرة من الصوال قد أعلنت في وقت سابق معارضتها لأعمال القرصنة التي تعد عملا محرما شرعا.. وتعهدت بأن تقضي علي هؤلاء القراصنة تماما.
وذكر عدد من سكان المنطقة التي تحتجز في سواحلها الناقلة ان مقاتلي الجماعة الاسلامية ليس لديهم النية لضرب القراصنة.
وذكر الصيادون في ميناء بوصاصو التي يتواجد فيه العديد من عناصر القراصنة ان هؤلاء تحولوا إلي طبقة من الأثرياء الجدد في منطقة القرن الافريقي نتيجة المكاسب الطائلة التي يحققونها من الفدية المالية التي تدفع لهم مقابل اطلاق سراح السفن التي يحتجزونها.
وأشاروا الي ان القراصنة يعيشون حياة تتسم بالبذخ ويقودون السيارات الفارهة ويستخدمون أجهزة تليفون وكمبيوتر محمولة حديثة ويعيشون في منازل كبيرة بها أرقي الديكورات ويتزوجون أجمل الفتيات.
وأوضحوا ان القرصنة تحولت الي صناعة رابحة تدر أرباحا طائلة مما دفع اعدادا من الشباب إلي الانخراط فيها للفوز بنصيب من "الكعكة".
وتفيد الأنباء ان القراصنة ارتكبوا خلال العام الجاري نحو 100 هجوم علي السفن العابرة في خليج عدن والمحيط الهندي.. وان تواجدهم في المنطقة يعد تهديداً للملاحة البحرية العالمية