[بسمة الغدير]

أعتــــــــــــــــــرف...

أعترف أنى تهت في حضنك مرات ومرات.. لم اكن امسك بزمام بوصلتي فتركتها ملقاة على الطاولة..
اعترف أنى ألقيتها عمدا كي أجوب واستكشف صحاريك ووديانك وجبالك وأجوب تنهداتك وآهاتك....
تركت القدر يجوب بي دروبه وأزقته.. بي فضول ينخرني، يزحزني من قمة الانحناءات ويرديني راضخة..
اعترف أنى رميت بكل الساعات خارج الزمن وأغلقت النوافذ وغطيتها بستائر حريرية مطرزة.. لنجوب الأمكنة دون حدود حفرتها أيدي الزمن..
أعترف أنى ألغيت قانون الجاذبية لنسبح في "ملكوتنا" .. ونجدف بمجاديف ترنماتنا..
اعترف أنى أغلقت كل منافذ الهواء.. أنا الهواء الذي ستتنفسه.. أنت الهواء الذي سأستنشقه..
عطرت المكان برحيق الأقحوان ونثرت فيه ندى الصباح وغرست في أركانه بسمات غدير استعرتها خفية.. لأحلق على بساط رقراق زلال.. واستعرت كل ألوان الطيف لأصبغ بها كل مد وجزر.. وأطفأت كل المصابيح لأشعل أصابعي شموعا تنير الدرب.. وقطعت كل الأوتار لأدندن لحني على نغمات ضحكاتي وقهقهاتي.. وأرقص رقصة الأطلس..

اعترف..
أعترف أنى استرجعت معك كل مسودات ذاكرتي لأفتحها على مصراعيها..
ونفضت عني غبارا مُـقـنّّـعا كي أحيا من جديد.
... ورسمتُ بيديك- أنت- كل ابتسامات الغدير...
اعترف أنى دخلت دنياك وغرستَ فيّّ حبا وحصدته لوعة واشتياقا
وفتشت في دواخلي عن نفسي الضائعة
وربّتّّ على كتفي..
كنت لي المنديل الذي كفكف عني شلالات العبرات..
اعترف انك كنت لي قيثارة عزفت لحن الحرية على أوتار عروقي..
أعترف انك أطفأتَ نار غضبي وعنفواني..
وأرجعتَ البسمة للغدير لترسم على خدي بسمة دافئة على محياي..

اعترف بملء إرادتي..
بعدما كنت أمشي.. وأجري.. وأقفز وحدي.. ثم أسقط.. وأحضن الأرض وأسكب عليها دموع الوديان والبحار..، جعلت صدرك مرسى لي في كل رحلة أخوضها في بحر الحياة المضنية..

أعترف انك رتبت دفاتري ووضعت النقط على حروف أيامي..


أعترف أني أحبــــــــــــك...

------------

إشارة : هذه السطور هي منك وإليك ومن أجلك.. نسجتها على ثوب من حرير.. عطرته بعرقــك.. طرزته بعروقـك ولونته بدمـك. وأضفيت عليه حسا ومعنى يدهش له كل ناظر..