المهندسين العرب - حديث: " إذا دبغ الإهاب فقد طهر "

🔸[#حديث: " إذا دبغ الإهاب فقد طهر "]

حديث: " إذا دبغ الإهاب فقد طهر "

#وعن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « إذا دبغ الإهاب فقد طهر »(1) أخرجه مسلم، وعند الأربعة: « أيما إهاب دبغ »2)

قال: وعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « إذا دبغ الإهاب فقد طهر »(1) أخرجه مسلم، وعند الأربعة: « أيما إهاب دبغ »(2) .

معنى الحديث:

أن جلد الميتة إذا دبغ فإن دباغة الجلد طهارة له، وهذا يعم جميع أنواع الجلود؛ لقوله: « إذا دبغ الإهاب »(1) الإهاب يعم أنواع الجلود، وكذلك دل عليه الرواية الثانية التي عند الأربعة. قال: « أيما إهاب دبغ »(2) فإذا معنى الحديث أن جلود الميتة والإهاب دباغته طهارته.

لغة الحديث:

قوله: « إذا دبغ »(1) الدبغ معروف يعلمه أهل الصنعة، قد ذكروا في وصفه أنه استعمال مواد يقوى بها الجلد، ويتخلص من القذر الذي فيه، فالدباغة صناعة بإضافة مواد إلى هذا الجلد على نحو معين حتى تغير وصف الجلد من حيث المتانة والقوة، وكذلك من حيث إنه يزول مع الدباغة، واستعمال المواد القوية في الدباغة يزول معه ما بقي في الجلد من أثر اتصاله بالحيوان.

الثاني: قوله الإهاب، الإهاب اختلف أهل العلم فيما يطلق عليه اسم الإهاب، فقال طائفة من العلماء: إن الإهاب اسم لكل جلد من جلود الحيوان قبل الدباغة؛ ولهذا قال: « إذا دبغ الإهاب »(1) فقوله: « إذا دبغ الإهاب »(1) يدل على أن الإهاب اسم للجلد قبل الدباغة.

وقال آخرون: إن الإهاب اسم للجلد بعد الدباغة، أو اسم للجلد إذا كان مذكى، وأما مطلق الجلد فيقال له جلد، جلد الحيوان فإنما يسمى إهابا إذا كان مذكى، أو كان مدبوغا، والقول الأول هو الصحيح عند علماء اللغة، ودل عليه هذا الحديث « إذا دبغ الإهاب فقد طهر »(1) .

قوله: "طهر": يعني صار طاهرا، وهذا يعني أن الإهاب اسم للجلد جلد الميتة، ومعلوم أن أجزاء الميتة نجسة؛ فإذن قوله: -"طهر" يعني: صار طاهرا بعد أن كان نجسا.

درجة الحديث:

أما اللفظ الأول فأخرجه مسلم فهو صحيح بتصحيحه وإخراجه له، وأما اللفظ الثاني الذي عند الأربعة: « أيما إهاب دبغ »(2) فكذلك صحيح وهو دال على ما دل عليه الأول.

من أحكام الحديث:

قال: « إذا دبغ الإهاب فقد طهر »(1) دل على أن الجلد إذا دبغ فإنه يكون طاهرا، ومعلوم أن الحيوان ينقسم إلى قسمين:... الحيوان -يعني البهيمة- ينقسم إلى قسمين: مذكاة وميتة. فالمذكاة جلدها طاهر طهرته الذكاة، وأما الذي يكون نجسا فهو جلد الميتة هو الذي يكون نجسا؛ لأن الميتة نجسة أجزاؤها جلدها نجس لا يجوز استعماله؛ ولهذا قال: « إذا دبغ الإهاب فقد طهر »(1) ويأتينا عدة روايات في هذا بعد هذا الحديث؛ إذا نقول: دل الحديث على أن الحيوان... على أن البهيمة الميتة تطهر جلودها بالدباغة، وأما المذكاة فإنها طاهرة بالذكاة فلا تحتاج إلى دباغة للتطهير، تحتاج إلى دباغة؛ لاستعمال الجلد؛ لتقويته... إلى آخره، هذا شيء آخر. الفائدة الثانية: أن هذا يعم جميع الجلود، جلود الميتة سواء كانت مما يؤكل لحمه، أو مما لا يؤكل لحمه، يعني: مما يجوز أن يؤكل كبهيمة الأنعام، أو مما لا يجوز أن يؤكل كالسباع وغيرها، فقال: « أيما إهاب دبغ فقد طهر »(2) وهذا يعم جميع أنواع الأهب، وهذا يشمل إهاب ما يؤكل، وإهاب ما لا يؤكل.

فإذن دل الحديث على أن جميع أنواع الجلود يمكن تطهيرها إما بالذكاة إذا كانت مما يباح بالذكاة، وإما بالدباغة إذا كانت ميتة، أو مما لا يباح بالذكاة نعم.
_______________________

(1) مسلم : الحيض (366) , والترمذي : اللباس (1728) , وأبو داود : اللباس (4123) , وابن ماجه : اللباس (3609) , ومالك : الصيد (1079) , والدارمي : الأضاحي (1985).
(2) الترمذي : اللباس (1728) , والنسائي : الفرع والعتيرة (4241) , وابن ماجه : اللباس (3609) , وأحمد (1/219) , والدارمي : الأضاحي (1985).