المهندسين العرب - سمير زاهر يتحدث بمرارة

أبدي رئيس اتحاد كرة القدم المصري سمير زاهر. حزنه الشديد من تخلي أغلب أعضاء مجلس إدارته عنه في محنته الأخيرة بعد حكم المحكمة الإدارية العليا بإستبعاده من رئاسة الاتحاد. قبل صدور الحكم النهائي في تلك القضية التي عرضت سمعته للقيل والقال.
وقال زاهر ل رياضة الإسبوعي إنه فوجيء بأعضاء مجلس الإدارة يعقدون إجتماعا. وجهوا فيه الشكر له وإقامة حفل شاي لتكريمه. كما فوجيء بموقف نائبه هاني أبوريدة الذي إبتعد عنه رغم كل السنوات التي جمعت بينهما في العمل داخل الاتحاد.
وأكد رئيس اتحاد الكرة المصري العائد بحكم المحكمة الإدارية. أنه سيبدأ مرحلة جديدة مع الكرة المصرية. ليس فيها مجال للمجاملات التي سيطرت علي الاتحاد في السنوات الماضية. مؤكدا أنه سيطبق النظام علي الجميع بدون إستثناء. وسيتعامل مع الجميع بمنطق ضابط القوات المسلحة.
وألمح زاهر الي تفكيره في تقديم إستقالته بعد إستعادة سمعته. وأنه سيحصل علي إجازة لإعادة تقييم الأمور من جديد. بعد التجربة القاسية التي مر بها علي مدار ثلاثة أسابيع. وأنه إذا ما قرر الإستمرار فسيكون ذلك لنهاية الدورة الإنتخابية الحالية التي تنتهي في 2012. ولن يكرر التجربة مرة أخري :
* هل كنت تتوقع عودتك لرئاسة الاتحاد بعد حكم المحكمة الإدارية العيا بإستبعادك؟
لم أفقد الثقة في القضاء المصري. ونزاهته للحظة واحدة. وكنت واثقا تماما في عودتي لمنصبي كرئيس لاتحاد الكرة المصري. خاصة وأن حكم المحكمة الإدارية العليا السابق بإستبعادي كان في الشق المستعجل من القضية وليس في الموضوع نفسه. وما ضخم من حجم القضية أن الإعلام لم يتناول القضية بشكلها الصحيح. وإعتبر أن الحكم بإبعادي كان في الموضوع وليس في الشق المستعجل.
* صف لنا كيف مرت عليك فترة الأسابيع الثلاثة وأنت خارج اتحاد الكرة؟
أقسي شيء أن تتهم في أمر أنت بريء منه. فما بالك إذا كنت قد خرجت من رئاسة اتحاد الكرة بتهمة سوء السمعة. لذلك فقد مررت بأسوأ تجربة في حياتي. ولكنها في نفس الوقت منحتني الفرصة لإعادة تقييم أموري مع من حولي. ويمكن أن أقيم تجربتي الحياتية بمرحلة ما قبل حكم إستبعادي ومرحلة عودتي من جديد وإستعادة حقي وكرامتي وكرامة أسرتي وأهلي وأبناء دائرتي كنائب في مجلس الشوري.
* فيما تفكر الأن؟
أفكر في تقديم إستقالتي من اتحاد الكرة بعد الضغوط العنيفة التي تمارسها علي أسرتي بعد المحنة الكبيرة التي مررنا بها جميعا داخل الأسرة. لذا فقد قررت الإبتعاد عن الاتحاد حتي منتصف الإسبوع المقبل. بعدها سأقرر ما إذا كنت سأستمر كرئيس للاتحاد من عدمه. خاصة وأن المرحلة الماضية تعرضت فيها لضغوط شديدة لا يتصورها أحد.
فبعد أن كنت أحد الشخصيات العامة المحترمة في عيون الناس. وأتصور أني قدمت الكثير لكرة القدم وحصلت علي وسام الجمهورية من الرئيس مبارك مرتين. تحولت بين ليلة وضحاها إلي شخص سييء السمعة مهدر الكرامة. فهذا شيء قاسي. أما إذا قررت الإستمرار كرئيس للاتحاد فسأنهي علاقتي بكرة القدم في 2012 بعد إنتهاء الدورة الإنتخابية الحالية. بعد مشوار طويل في مجلس إدارة الاتحاد.
* إبتعادك عن رئاسة الاتحاد لمنتصف الإسبوع لإعادة تقييم الأمور فقط؟
فضلت الإبتعاد عن الاتحاد لمنح الفرصة لمن إداروا الاتحاد في فترة غيابي لإنهاء كافة الأمور المعلقة. ومنها قضية اللاعب محمد ناجي ¢ جدو ¢ بعد أن إستقدموا خبيرا أجنبيا لإدارة الأزمة. ومنحتهم الفرصة لإصدار قرار في تلك القضية.
* ماذا كان موقف أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم؟
للأسف كان موقفا مخزيا من أغلب الأعضاء. فقد إبتعد عني خلال هذه الفترة الحساسة العديد من أعضاء المجلس. ولم أجد بجانبي سوي محمود طاهر الذي لازمني طوال الفترة العصيبة التي مرت علي. ولكن كان هناك أعضاء إكتفوا بالإتصالات الهاتفية فقط مثل مجدي عبد الغني وحازم الهواري. لذا فأنا غاضب بشدة من أعضاء مجلسي الذين إرتبط بهم لسنوات طويلة في العمل داخل الاتحاد.
وما أحزنني أكثر أن مجلس الإدارة تعامل مع الأمر علي إعتبار أني خرجت بالفعل من مجلس الإدارة. دون النظر إلي أن القضية لم يحكم فيها بشكل نهائي. فقد عقدوا جلسة فور خروجي من الاتحاد وقرروا توجيه الشكر لسمير زاهر وإقامة حفل شاي لتكريمي. وكأنهم إختصروا سنوات عملي وجهدي في الاتحاد في مجرد حفل. وهو ما أظهر مشاعرهم تجاهي بكل أسف.
* أين كان نائبك هاني أبوريدة؟
أبوريدة لم يكن له دور معي طوال هذه الفترة. وقد أجري إتصالا هاتفيا بي في بداية الأزمة ثم إختفي. ويبدو أنه كان يجهز نفسه لرئاسة الاتحاد. وهو ما زاد من حدة غضبي وحزني من تصرفات من كنت أحسبهم أصدقاء.
* ألم يلفت نظرك الصراع الذي دار داخل الاتحاد حول المناصب؟
غضبت بشدة من ترتيبات الأعضاء حول المناصب وكأنهم يقسمون تركتي في حياتي. وكنت أشاهد هذه التصرفات بإستغراب ودهشة لأني كنت واثقا من العودة لرئاسة الاتحاد.
* هل فقدت الثقة في أعضاء مجلس الإدارة؟
هناك من فقدت فيهم الثقة بالفعل. وليس كل أعضاء مجلس الإدارة. لأن منهم شخصيات محترمة مثل صفي الذين بسيوني بالإضافة الي محمود طاهر. وهما من المعينين وليس ممن خاضوا معي الإنتخابات أكثر من مرة.
* ماذا ستفعل في المرحلة القادمة؟
سأبدأ قصة ومرحلة جديدة مع كرة القدم المصرية. ليس فيها تهاون ولا تراجع. وسيشاهد الجميع شكلا جديدا لاتحاد كرة القدم.
* هل تنوي تصفية حساباتك داخل الاتحاد؟
ليس تصفية حسابات. ولكن من الأن لا مجال للمجاملات. وسأتعامل مع الجميع من ناحية العمل المخلص فقط. لأن الأزمة التي مرت بي جعلتني كما قلت أعيد حساباتي مرة أخري.
* ولكن يؤخذ عليك دبلوماسيتك الدائمة في التعامل؟
لن أكون دبلوماسيا في تعاملاتي في اتحاد الكرة. وأنا لمن لا يعرفون ضابط في القوات المسلحة سابقا. وسأتخلي عن دبلوماسيتي من الأن فصاعدا. وسأحول اتحاد كرة القدم المصري الي ثكنة عسكرية. فلا مجال للمجاملة علي حساب العمل.
* البعض إتهمك في الماضي بإتخاذ قرارات في مجلس الإدارة ولم تطبقها مثل قرار منع مدربي المنتخبات الوطنية من العمل في المحطات التليفزيونية .. فهل ستستمر كذلك؟
أعترف بأني كنت أتساهل في بعض القرارات. ولكن من الأن لا مجال للتهاون والمجاملات. وسأطبق قرارات المجلس علي الجميع. وسأبدا بتفعيل قرار منع مدربي المنتخبات من العمل في المحطات الفضائية. ومن سيرفض تطبيق القرار سأقيله فورا.
* هل تري أن الإعلام ظلمك في التعامل مع أزمتك الأخيرة؟
لا يمكن أن أصنف الإعلام بدرجة واحدة. هناك إعلام محترم تعامل مع القضية بمهنية وموضوعية. وهناك إعلام صفي حساباته معي. رغم أني ساهمت بدرجة كبيرة في زيادة مساحة الإعلام الرياضي في مصر خلال السنوات الماضية. بعد أن سوقت كرة القدم المصرية مما ساهم في تنشيط المحطات الفضائية وزاد دخل الأندية.
* ما خرجت به من تلك الأزمة؟
أكدت لي مدي إرتباط الشارع المصري والكروي بشخصي. وهو ما لم أكن أعلم أنه بهذه الدرجة وقد شعرت بذلك في كل مكان كنت أذهب اليه طوال ثلاثة أسابيع.
* ما رأيك في إعادة المياه لمجاريها بين الكرة المصرية ونظيرتها الجزائرية؟
لاشك أني سعيد بعودة العلاقات الكروية المميزة بين مصر والجزائر. ولكن علي الجميع أن يتذكر أنني كنت أول من نادي بضرورة إعادة العلاقات بين مصر والجزائر كرويا. وسعيت بكل قوة لتحسين العلاقات مع الجزائر في ظل الروابط العديدة التي تجمعنا. ولكن في المرحلة الماضية كانت العواطف متحكمة أكثر. وقد قلت هذا الكلام في ال "عربية" في مقابلة سابقة.