كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخوف على أمته
http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/s...la/bsmnb5d.gif
http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض قيل : ما بركات الأرض ؟ قال : " زهرة الدنيا " فقال له الرجل : هل يأتي الخير بالشر ؟ فصمت رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى ظننت أنه سينزل عليه ثم جعل يمسح عن جبينه قال : أين السائل ؟ قال : أنا قال : لا يأتي الخير إلا بالخير إن هذا المال خضرة حلوة وإن كل ما أثبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس فاجترت وثلطت وبالت ثم عادت فأكلت وإن هذا المال خضرة حلوة من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع قال ابن الأثير معلقا على هذا الحديث وفى هذا الحديث مثلان أحدهما للمفرط في جمع الدنيا والآخر للمقتصد في أخذها والانتفاع بها فأما قوله وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم فإنه مثل للمفرط الذي يأخذ الدنيا بغير حقها وذلك أن الربيع ينبت أحرار البقول فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حد الاحتمال فتنشق أمعاؤها من ذلك فتهلك أو تقارب الهلاك وكذلك الذي يجمع الدنيا من غير حقها ويمنعها من حقها قد تعرض للهلاك في الآخرة لا بل في الدنيا وأما مثل المقتصد فقوله إلا آكلة الخضر وذلك أن الخضر ليس من أحرار البقول وجيدها التي ينبتها الربيع بتوالي أمطاره فتحسن وتنعم ولكنه من التي ترعها المواشي بعد هيج البقول ويسها حيث لا تجد سواها وتسميها العرب الجنبة فلا ترى الماشية تكثر من آكلها ولا تستمرئها فضرب آكلة الخضر من المواشي مثلا لمن يقتصر في أخذ الدنيا وجمعها ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها فهو ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر ألا تراه قال أكلت حتى إذا مدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت أراد أنها شبعت منها بركت مستقبلة عين الشمس تستمرئ بذلك ما أكلت وتجتر وتثلط فإذا ثلطت فقد زال عنها الحبط وإنما تحبط الماشية لأنها تمتلئ بطونها ولا تثلط ولا تبول فيعرض لها المرض فتهلك http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif أخي المسلم كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخوف على أمته من فتح الدنيا عليهم فيخاف الافتتان بها فعن عمرو بن عوف أن النبي صلي الله عليه وسلم قال للأنصار لما جاءه مال من البحرين أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم وكان آخر خطبة خطبها على المنبر حذر فيها من زهرة الدنيا فعن عقبة بن عامر أن النبي صلي الله عليه وسلم صعد المنبر ، فقال إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدى ولكنى أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها فتقتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم قال عقبة فكان آخر ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم على المنبر وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلي الله عليه وسلم قال إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم ، أي قوم أنتم ؟ فقال عبد الرحمن بن عوف نقول كما أمرنا الله عز وجل فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم أو غير ذلك تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون وعن عمر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقي الله بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة قال عمر وأنا أشفق من ذلك وعن أبى ذر رضي الله عنه أن أعرابيا قال يا رسول الله ! أكلتنا الضبع يعني السنة والجدب فقال النبي صلي الله عليه وسلم غير ذلك أخوف مني عليكم حين تصب عليكم الدنيا صبا فليت أمتي لا يلبسون الذهب وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال وقد سمي الله تعال المال خيرا في مواضع كثيرة من القرآن فقال وأنه لحب الخير لشديد وقال إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين وقال تعالى عن سليمان علية السلام إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي فلما سأله السائل هل يأتي الخير بالشر ؟ صمت النبي صلي الله عليه وسلم حتى ظنوا أنه أوحى إليه والظاهر أن الأمر كان كذلك ويدل عليه أنه ورد في رواية لمسلم في هذا الحديث فأفاق يمسح عنه الرحضاء وهو العرق وكان النبي صلي الله عليه وسلم إذا أوحى إليه يتحدر منه مثل الجمان من العروق من شدة الوحي وثقله عليه وفى هذا دليل على أنه صلي الله عليه وسلم كان إذا سئل عن شيء لم يكن أوحى إليه فيه شيء انتظر الوحي فيه ولم يتكلم فيه بشيء حتى يوحي إليه فيه فلما نزل عليه جواب ما سئل عنه قال أين السائل ؟ قال ها أنا قال إن الخير لا يأتي إلا بالخير وفي رواية لمسلم ، فقال أو خير هو وفي ذلك دليل على أن المال ليس بخير على الإطلاق بل منه خير ومنه شر ثم ضرب مثل المال ومثل من يأخذه بحقه ويصرفه في حقه ومن يأخذه من غير حقه ويصرفه في غير حقه فالمال في حق الأول خير وفي الثاني شر فتبين بهذا أن المال ليس بخير مطلق بل هو خير مقيد فإن استعان به المؤمن على ما ينفعه في أخيرا له وإلا كان شرا له فأما المال فقال إنه خضرة حلوة وقد وصف المال والدنيا بهذا الوصف في أحاديث كثيرة ففي الصحيحين http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif عن حكيم بن حزام أنه سأل النبي صلي الله عليه وسلم فأعطاه ثم سأله فأعطاه ثم سأله فقال له النبي صلي الله عليه وسلم يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif وفي صحيح مسلم عن أبى سعيد رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فبها فناظر كيف تعلمون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء واستخلافهم فيها هو ما أورثهم الله منها مما كان في أيدى الأمم من قبلهم كفارس والروم وحذرهم من فتنه الدنيا وفتنه النساء خصوصا فإن النساء أول ما ذكره الله تعالى من شهوات الدنيا ومتاعها في قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا وعن عمرة بنت الحارث رضي الله عنه قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها فهذا مثل من يأخذ من الدنيا بشره وجوع نفس من حيث لاحت له لا بقليل يقنع ولا بكثير يشبع ولا يحلل ولا يحرم بل الحلال عنده ما يحل بيده وقدر عليه والحرام عنده ما منع منه وعجز عنه فهذا هو المتخوض في مال الله ورسوله فيما شاءت نفسه وليس له إلا النار يوم القيامة والمراد بمال الله ومال رسوله الأموال التي يجب على ولاة الأمور حفظها وصفها في طاعة الله ورسوله من أموال الفيء والغنائم ويتبع ذلك مال الخراج والجزية وكذلك أموال الصدقات التي تصرف للفقراء والمساكين كمال الزكاة والوقف ونحو ذلك وفي هذا تنيه على أن من تخوض من الدنيا في الأموال المحرم أكلها كمال الربا ومال الأتيام الذي من أكله أكل نارا والمغصوب والسرقة والغش في البيوع والخداع المكر وجحد الأمانات والدعاوى البطلة ونحوها من الحيل المحرمة أولى أن يتخوض صاحبها في نار جهنم غدا فكل هذه الأموال وما أشبهها يتوسع بها أهلها في الدنيا ويتلذون بها ويتوصلون بها إلى لذات الدنيا وشهواتها ثم ينقلب ذلك بعد موتهم فيصير جمرا من جمر جهنم في بطونهم فما تفي لذتها بتبعتها ،كما قيل http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif من الحرام ويبقى الإثم والعار تفني اللذاذة ممن نال لذتها لا خير في لذة من بعدها النار تبقى عواقب سوء من مغبتها http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif فلهذا شبه النبي صلي الله عليه وسلم من يأخذ الدنيا بغير حقها ويضعها في غير حقها بالبهائم الراعية من خضراء الربيع حتى تنتفخ بطونها من أكله فإما أن يقتلها وإما أن يقارب قتلها فكذلك من أخذ الدنيا من غير حقها ووضعها في غير وجهها إما أن يقتله ذلك فيموت به قلبه ودينه وهو من مات على ذلك من غير توبة منه وإصلاح حال فيستحق النار بعمله قال الله تعالى والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم وهذا هو الميت حقيقة فإن الميت من مات قلبه كما قيل إنما الميت ميت الأحياء ليس من مات فاستراح بميت أما أن يقارب موته ثم يعافي وهو من أفاق من هذه السكرة وتاب وأصلح عمله قبل موته وفي الأبيات المشهورة التي كان عمر بن عبد العزيز ينشدها كثيرا http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif وليلك نوم والردى لك لازم نهارك يا مغرور سهو وغفلة كما سر باللذات في النوم حالم تسر بما يفني وتفرح بالمني كذلك في الدنيا تعيش البهائم وتتعب فيما سوف تكره غبه http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif وأما استثنائه صلي الله عليه وسلم من ذلك أكلة الخضر فمراده بذلك مثل المقتصد الذي يأخذ من الدنيا بحقها مقدار حاجته فإذا نفد واحتاج عاد إلى الأخذ منها قدر الحاجة بحقه وأكلة الخضر دويبة تأكل من الخضر بقدر حاجتها إذا احتاجت إلى الأكل ثم تصرفه فتستقبل عين الشمس فتصرف بذلك ما في بطنها وتخرج منه ما يؤذيها من الفضلات وقد قيل إن الخضر ليس من نبات الربيع عند العرب إنما هو من كلا الصيف بعد يبس العشب وهيجه واصفراره والماشية من الإبل لا تستكثر منه بل تأخذ منه قليلا قليلا ولا تحبط بطونها منه فهذا مثل المؤمن المقتصد من الدنيا يأخذ من حلالها وهو قليل بالنسبة إلى حرامها قد بلغته وحاجته ويجتزئ من متاعها بأدونه وأخشنه ثم لا يعود إلى الأخذ منها إلا إذا نفد ما عنده وخرجت فضلات فلا يوجب له هذا الأخذ ضرارا ولا مراضا ولا هلاكا بل يكون ذلك بلاغا له ويتبلغ به مدة حياته ويعنيه على التزود لأخرته وفي هذا إشارة إلى مدح من أخذ من حلال الدنيا بقدر بلغته مقنع بذلك كما قال صلي الله عليه وسلم قد أفلح من هداه الله إلى الإسلام وإذا كان عيشه كفافا فقنع به وعن سعيد بن أبى وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول خير الذكر الخفي وخير الرزق أو العيش ما يكفي http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif ومن العيش ما صفا خذ من الرزق ما كفي كسراج إذا أنطفا كل هذا سينقضي http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif ثم قال صلي الله عليه وسلم إن هذا المال خضرة حلوة فأعاد مرة ثانية تحذيرا من الاغترار به فخضرته بهجة منظره وحلاوته طيب طعمه فلذلك تشتهيه النفوس وتسارع إلى طلبه ولكن لو فكرت في عواقبه لهربت منه الدنيا في الحال حلوة خضرة وفي المال مرة كدرة نعمة المرضعة وبئست الفاطمة الذي بشر أمته بفتح الدنيا عليهم حذرهم من الاغترار بز هوتها وخوفهم من خضرتها وحلاوتها وأخبرهم بخرابها وفنائها وأن بين ايديهم دارا لا تنقطع خضرتها وحلاوتها فمن وقف مع زهرة هذه العاجلة أنقطع وهلك ومن لم يقف معها وسار إلى تلك الأجلة وصل ونجا وفي المسند عن ابن عباس رضي الله عنه إن النبي صلي الله عليه وسلم أتاه فيما يرى النائم ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والأخر عند رجليه فقال أحدهما للأخر أضرب له مثلا فقال إن مثله ومثل أمته كمثل قوم سفر انتهوا إلى رأس مفازة فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا يرجعون به فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجل في حلة حبرة فقال أرأيتم إن وردت بكم رياضا مع شبة وحياضا رواء، أتتبعوني ؟ قالوا نعم قال فانطلق بهم فأوردهم رياضا مع شبه وحياضا رواء فأكلوا وشربوا وسمنوا فقال لهم آلم ألقكم على تلك الحال فجعلتم لي إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رواء اتتبعوني ؟ قالوا بلى قال فإن بين أيديكم رياضا هي أعشب من هذه وحياضا هي أروى من هذه فاتبعوني قال فقالت طائفة صدق والله لنتبعه وقالت طائفة قد رضينا بهذا نقيم عليه http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif إلى آثار ما صنع المليك تفكر في نبات الأرض وانظر بأحداق هى الذهب السبيك عيون من لجين ناظرات بأن الله ليس شريك على قضب الزبر جد شاهدات http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif سبحان من سبحت المخلوقات بحمده فملأ الأكوان تحميده وأفصحت الكائنات بالشهادة بوحدانيته فوضح توحيده واعجبا للمتقلب بين مشاهدة حكمه وتناول نعمه ثم لا يشكر نعمه ولا يبصر حكمه http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif أم كيف يجحده الجاحد فواعجبا كيف يعصى الإله وتسكينة أبدا شاهد ولله في كل تحريكة تدل على أنه واحد وفي كل شيء له آية http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/f...2/67546746.gif |
رد: كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخوف على أمته
بارك الله فيك أخى |
رد: كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخوف على أمته
جزاك الله خيرا
|
رد: كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخوف على أمته
حيك الله اخى الغالى
|
رد: كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخوف على أمته
شكرا لك اخى
|
الساعة الآن 04:25 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir