المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   المكتبه الاسلاميه (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=411)
-   -   السيدة عائشة | معلّمة الرجال (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=296343)

ايهاب هاشم 17/9/2009 02:49 AM

السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
السيدة عائشة معلِّمة الرجال


هذا الحديث عن السيدة التي أثبتت للدنيا منذ أربعة عشر قرنا ، أن المرأة يمكن أن تكون أعلم من الرجال ؛ حتى يتعلموا منها ،وأن تكون أرجل من الرجال ؛ حتى يقتدوا بها ، وأن تكون سياسية ، وأن تكون محاربة ، وأن تخلّف في التاريخ دويّا تتناقل أصداءه العصور .
لم تتخرج في الجامعة ، لم تكن في أيامها الجامعات ، ولكنها كانت ((ولا تزال كما كانت)) تدرَّس آثارها في كلية الأداب ، كما تدرّس أبلغ النصوص الأدبية ، وتقرأ فتاواها في كليات الدين ، كما تقرأ الأحاديث النبوية ، ويبحث أعمالها كل مدرِّس لتاريخ العرب والإسلام .
امرأة ملأت الدنيا وشغلت الناس على مرِّ الدهور .
ذلك لأنه أتيح لها ما لم يتح لأحد ، فلقد تولاها في طفولتها شيخ المسلمين وأفضلهم ؛ أبوها الصدّيق ، ورعاها في شبابها خاتم الرسل وأكرم البشر زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجمعت من العلم والفضل والبيان ما لم تجمع مثله امرأة أخرى.
كانت امرأة كاملة الأنوثة ، تؤنس الزوج ؛ وترضي العشير . وكانت عالمة ، واسعة العلم ، تعلّم العلماء ، وتفتي المفتين . وكانت بليغة بارعة البيان ، تبذُّ الخطباء ، وتُزري باللُّسن المقاويل . وكانت لقوة شخصيتها ؛ زعيمة في كل شيء : في العلم ، وفي المجتمع ، وفي السياسة ،وفي الحرب .أما منزلتها في الاسلام فهي أعلى منازل التقديس ، ولكن ليس في الاسلام تقديس لأحد يعلو به عن منزلة البشر ، أو يمنحه صفات الألوهية ، أو يعطيه العصمة المطلقة ، أو يرفعه عن أن تقال في نقده كلمة الحق .
فهي أفضل امرأة في الاسلام بعد خديجة وفاطمة ، أما خديجة فلأنّ لها مزايا قلّما اجتمعت لامرأة ؛ لها عقل لا توازيه عقول المفكرين من الرجال ، ولها رأي ومنزلة ، وهي أول من رعى هذا الدين لما كان نبتة ضعيفة، وماتت قبل أن تشهد كيف صارت هذه النبتة دوحة باسقة ، امتدّت في المكان حتى أظلت الدنيا . وامتدت في الزمان حتى لامست فروع أغصانها حدود الخلود . أحبَّت محمدا صلى الله عليه وسلم ؛ وأخلصت له ، وكانت له زوجا خير زوج ، وكانت له مثل الأم ، وكانت له درعا من سهام الحياة ....أما فاطمة فلأنها على نادر سجاياها وعظيم مزاياها بضعة من رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وحسبها ذلك فضلا على النساء .
ولقد عدَّ الزركشي أربعين منقبة لعائشة رضي الله عنها لم تكن لغيرها ...تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم نساءه كبيرات ثيّبات ( زواج مصلحة سياسية أو إدارية أو تعليمية ؛ لا كما يقول الجاهلون ) ، وتزوجها بكرا ، وكانت أحبَّهنَّ اليه وآثرهن عليه . اختار الإقامة عندها لما مرض ، وتوفي بين سَحْرها ونَحْرها ، ودفن في بيتها ، وكان ينزل عليه الوحي وهو معها ، وكان برّا بها ، قام لها لما جاء الحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد ، فوضعت خدّها على كتفه لتنظر اليهم حتى اكتفت ، وسابقها مرتين ؛ فسبقته أولا ثمّ لما سمنت وركبها اللحم سبقها ، وقال لها : هذه بتلك .
ولما دخل عليها أبو بكر ، وهي تقول للنبي صلى الله عليه وسلم شيئا مما تقوله الزوجات عند الغضب ؛ همَّ بضربها فحماها الرسول منه ، فلما خرج قال لها مباسطا : أرأيت كيف حميتك من الرجل ؟!
كذلك كانت معاملته صلى الله عليه وسلم لأهله ..معاملة إيناس وبرِّ وانبساط ، لا كما يظن بعض الرجال ؛ يحسبون من الرجولة أن يبقى الرجل في بيته عابسا باسرا مقطّبا وأن يأمر زوجته أمرا عسكريا ، وأن يبطش بها بطش الطغاة ؛ كلا ...ما هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بهذا أمر الاسلام ... قال صلى الله عليه وسلم : ((خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي )).
ومن برّه بها أن فارسيا دعاه الى وليمة(قبل أن يضرب الحجاب على زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام) ،فقال الرسول : وهذه معي ؟((يقصد عائشة) قال : لا...وعاد فدعاه، فقال : وهذه معي ؟ قال : لا....فدعاه الثالثة ؛ فقال : وهذه معي ؟ قال : نعم ، فانظروا إلى هذه السماحة من الرسول صلى الله عليه وسلم . وهذه الصراحة من الرجل ، وقيسوهما بما تعرفون من أحوال الناس اليوم . ولما نزلت آية تخيير زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بين الحرية والانطلاق فيطلقهنّ رسول الله ؛ وبين البقاء عنده ، بلغ من حرص الرسول عليها أن قال : لا تبادريني بالجواب ؛ حتى تستأمري أبويك ، خشية أن تسرع فتختار الدنيا ؛ فقالت : أفيك أستأمر ؟...واختارت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعتها بقية أمهات المؤمنين .
أما علمها فقد بلغت فيه الغاية ،حتى قال أبو موسى الأشعري : كنا أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ؛ اذا أشكل علينا أمر سألنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها .
وكانت بلاغتها تعادل علمها . قال الأحنف : سمعت خطب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الى يومي هذا ، فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن فيه ؛ من فم عائشة . وكانت كريمة النفس ، كريمة اليد ، صبرت مع الرسول صلى الله عليه وسلم على الفقر والجوع ؛ حتى كانت تمر عليها الأيام الطويلة ، وما يوقد في بيت رسول الله نار لخبز أو طبخ ، وإنما كانا يعيشان على التمر والماء ، ولما أقبلت الدنيا على المسلمين ؛ أُتيت مرة بمئة الف وكانت صائمة ؛ ففرقتها كلها وليس في بيتها شيء، فقالت لها مولاتها : أما استطعت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه ؟ قالت : لو كنت ذكرتني لفعلت .
لم يزعجها الفقر ولم يبطرها الغنى ؛ لأنها لمّا عظمت نفسها صغرت عليها الدنيا ، فما عادت تبالي إقبالها ولا إدبارها . وأطرف ما في عائشة ؛ أنها كانت النموذج الأتمّ للمرأة ؛ في طبيعتها وفي طموحها وفي مزاياها وفي عيوبها .
كانت خير زوجة ؛ والزواج هو عمل المرأة الأول، وإن أكبر غايات المرأة أن تكون زوجة وأن تكون أمّا ، لا يغنيها عن ذلك شيء ولو حازت مالا يملأ الأرض ؛ ولو نالت مجدا ينطح السماء ، ولو بلغت من العلم والرئاسة ما تنقطع دونه الأعناق ، ما أغناها ذلك كله عن الزواج ولا محا من نفسها الميل إليه ؛ ولا الرغبة فيه .
وكانت شابة جميلة ، تشعر بشبابها وجمالها ، ومحبة الرسول لها ؛ وتتيه بذلك على ضرَّاتها ، وتتخذ من حفصة حليفا لها عليهنَّ ، تصارعهنَّ بلسانها ويدها . ولو خلا بيت من سخط المرأة حينا ، وخلافها حينا ، لخلا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فليجد الأزواج في ذلك سلوةََ لهم وأسوة ، فإنها طبيعة المرأة . ولكنها كانت موقّرة لرسول الله عليه الصلاة والسلام في رضاها وسخطها ، جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لها : إني لأعرف رضاك من سخطك. قالت : وبمَ ؟ قال : إن رضيت قلت لا ورب محمد ؛ وإن غضبت قلت لا ورب إبراهيم .
وكانت مدلّلة؛ والدلال طبيعة المرأة الجميلة المحبوبة ، وهو الثمرة الأولى للجمال وللشعور بالحب ، قالت مرة لرسول الله : كيف حبك لي ؟...فقال صلى الله عليه وسلم : كعقدة الحبل ((أي هو متين مثلها )) فكانت تسأله مرة بعد مرة ...كيف العقدة ؟ فيقول عليه الصلاة والسلام : على حالها .
وكانت تغار والغيرة الثمرة الثانية لذلك ، ولكنها غير مقبولة ؛ تنبه الحب ولا تقتله ، وتذكيه ولا تطفئه ، وربَّ منبّه لفرسه بضربة شدَّدها فقتلها ومزكِِ لناره بنفخة قوّاها فأطفأها .
وكانت عالمة لأن العلم لا ينافي طبيعة المرأة ، لم يمنعها كونها أنثى من أن تكون فيه للذكور إماما.
ومن إحدى المواقف الصعبة في حياة السيدة عائشة التهمة الشنيعة التي اتّهمت بها ، وهي أبعد عنها من الأرض عن السماء ، السماء التي نزل منها الحكم ببراءتها بآيات نقرؤها في صلواتنا إلى يوم القيامة ، ولم تكن إلا درسا ألقاه الله علينا في شخص أكمل امرأة وأفضلها ، ليبتعد النساء عن مواطن الشبهات ولو كنّ تقيّات نقيّات ، وليعرفن أنه اذا اتهمت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، فليس في الدنيا امرأة هي فوق التهم .
وبعد ؛ فلقد مرَّ على عائشة أربعة عشر قرنا ولم تعرف الدنيا امرأة مثلها ، وما أظن أنّ كثيرات مثلها ستعرفهنَّ هذه الدنيا.
رضي الله عنها وأعلى في الجنان منازلها .

علاء غنيم 17/9/2009 02:59 AM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
بارك الله فيك

adnan_afamia 17/9/2009 03:37 AM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
بارك الله فيك أخي الكريم

ايهاب هاشم 17/9/2009 03:54 AM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
شكرا لمروركم الغالى كل سنة وانتم طبيبن

جلال البستاني 17/9/2009 04:52 AM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
بارك الله فيك

solaymani 17/9/2009 05:14 AM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
بارك الله فيك أخي الكريم

باسل الترك 17/9/2009 12:00 PM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
بارك الله فيك أخي الكريم

صلاح الخنانى 23/9/2009 01:55 AM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
http://img27.imageshack.us/img27/186/44417485.gif

elshbrawy 23/9/2009 04:42 PM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
مشكووووووووووراخى
على المجهود الرائع
وكل عام وانتم بخير
وعيد سعيد

الفارس سامى2 23/9/2009 07:21 PM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
بارك الله فيك اخى الكريم وجزاك الله خيرا وشكر الله لك

ونفع الله بنا وبك

محمود غريب 24/9/2009 09:39 AM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
مشكوراخى
على المجهود الرائع
وكل عام وانتم بخير
وعيد سعيد

صلاح الخنانى 24/9/2009 11:30 PM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
http://up2.up-images.com/up//uploads...5325ba548e.gif

علي جمال 25/9/2009 10:36 PM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
http://img27.imageshack.us/img27/186/44417485.gif

صلاح الخنانى 30/9/2009 01:17 PM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
http://www.up-00.com/s2files/uti51691.gif

ابو احمد العبيدي 4/10/2009 02:35 PM

رد: السيدة عائشة | معلّمة الرجال
 
شكرا والف شكر


الساعة الآن 03:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir