المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم علوم القرآن (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=312)
-   -   معنى قوله تعالى" فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا" (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=677644)

المهندس /هاني عطية 9/9/2014 11:10 PM

معنى قوله تعالى" فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا"
 

"وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ"
سورة المائدة : آية 71 : مدنية

يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة عن ظن بنى إسرائيل فى أن معصيتهم بقتل الأنبياء وتكذيبهم لآيات الله تعالى لايجر عليهم عذاباً ولا عقوبة فاستمروا على باطلهم حتى أنقلب أكثرهم إلى الحال القبيح وبقى القليل منهم على توبته وإيمانه.

معنى الآية : " وَحَسِبُوا " معناها الظن والحسبان وهو أن تظن وترجع وجود الشيء ، والذين أخذ الله عليهم الله الميثاق وهم - بنو إسرائيل - ظنوا أن تكذيب الرسل وقتلهم لا يكون فتنة ويعني أنهم لم يعلموا علم اليقين وقد رجحوا ألا تكون فتنه واختبار لهم بل قد ظنوا أن الله تعالى سيعاقبهم فقط على عبادة العجل ولن يعاقبهم على أي شيء آخر وكان هذا ظناً خاطئاً .
فإن المنهج الإيمانى لم يأت لينجي أناساً بذواتهم مهما فعلوا ولكن المنهج جاء ليحاسب كل إنسان حسب ما عمل ومن العجيب أنهم ظنوا الظن الخاطئ ولم يقوموا بحساب الأمر بحسابه الصحيح على الرغم من أنهم أهل تفوق في العد والحساب ولكنهم لم يلتفتوا إلى ذلك وظنوا أن ذلك الأمر لا اختبار فيه وأنهم غير محاسبين عليه فلما عرفوا تعاموا عن ذلك وصموا آذانهم عنه.

وقوله تعالى" فَعَمُوا وَصَمُّوا " أن الله سبحانه يسألهم أولاً عن التجربة الشخصية فيهم ولم يسألهم عن الذي سمعوه عن غيرهم فقط بل أنهم لم يروا حتى الأمور المتعلقة بهم ولم ينظروا في آيات الكون ولم يسمعوا البشير ولا النذير ولا المنهج من الله ولا اتفقوا على تنفيذه فسبحانه يعاتبهم أولاً على أنهم لم يستعملوا عيونهم ، فإننا لو افترضنا أنهم لم يروا آيات الكون بأنفسهم فما بالهم لا ينظرون وقد جاءهم الرسول ودعاهم لينظروا في كون الله وأن يعتبروا.

ويوضح قوله تعالى " كَثِيرٌ مِّنْهُمْ " أن هذا القول صيانة للاحتمال بأن قلة منهم تدير أمر الإيمان في قلوبهم ، وكلمة "كَثِير" جاءت حتى تنبه إلى أن الحق سبحانه وتعالى لا يهمل أبداً القلة التي تدير أمر الإيمان في خواطرهم ، وقوله "وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ " أى مطلع عليهم وعليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية منهم.

ما يستفاد من هذه الآية الكريمة أن على المؤمن أن لا يأمن الفتنه فى دينه ودنياه وألا يتغافل عن آيات الله تعالى فيجازيه الله كما يجازى بنى إسرائيل.


الساعة الآن 08:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir