المهندسين العرب

المهندسين العرب (http://www.mohandsen.net/vb/index.php)
-   قسم الشعر والأدب المنقول (http://www.mohandsen.net/vb/forumdisplay.php?f=586)
-   -   من روائع الفصحى للشعراء العرب ... (http://www.mohandsen.net/vb/showthread.php?t=745415)

مدحت الجزيرة 23/9/2016 01:19 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ابراهيم ناجى
عتاب


هجرت فلم نجد ظلاً يقينا
أحلماً كان عطفك أم يقينا
أهجراً في الصبابة بعد هجر
أرى أيامه لا ينتهينا
لقد أسرفت فيه وجرت
حتى على الرمق الذي أبقيت فينا
كأن قلوبنا خلقت لأمر
فمذ أبصرن من نهوى نسينا
شغلن عن الحياة ونمن عنها
وبتن بمن نحب موكلينا
فإن ملئت عروق من دماءٍ
فإنَّا قد ملأناها حنينا

مدحت الجزيرة 23/9/2016 01:20 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

ابراهيم ناجى
الفراق


يا ساعة الحسرات والعبرات
أعصفت أم عصف الهوى بحياتي
ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي
وطغى على سُبُلي وسد جهاتي
من أي حصن قد نزعت كوامنا
من أدمعي استعصمن خلف ثباتي
حطمت من جبروتهن فقلن لي
أزف الفراق فقلت ويحك هاتي
أأموت ظمآناًوثغرك جدولي
وأبيت أشرب لهفتي وولوعي
جفت على شفتي الحياة
وحلمها وخيالها من ذلك الينبوع
قد هدني جزعي عليك
وادعي أني غداة البين غير جزوع
وأريد أشبع ناظري فأنثني
كي أستبينك من خلال دموعي
هان الردى لو أن قلبك
دار أأموت مغترباً وصدرك داري
يامن رفعت بناء نفسي
شاهقاً متهلل الجنبات بالأنوار
اليوم لي روح كظل شاحب
في هيكل متخاذل الأسوار
لو في الضلوع أجلت عينك
أبصرت منهارة تبكي على منهار
لا تسألي عن ليل أمس
وخطبه وخذي جوابك من شقي واجم
طالت مسافته علي كأنها
أبد غليظ القلب ليس براحم
وكأنني طفل بها وخواطري
أرجوحة في لجها المتلاطم
عانيتها والليل لعنة كافر
وطويتها والصبح دمعة نادم

مدحت الجزيرة 23/9/2016 01:20 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
ابراهيم ناجى
الـمــآب


(رفيق من رفاق الصِّبا
رآه الناظم عليلا محمولاً بعد غربة طويلة)
خاطبتُ عنك فما تركتُ مخاطباً
وسألتُ حتى لم أدْع مسؤولا
صدأُ الحوادثِ بدّل الاشراقَ
في فكري وكدّر خاطري المصقولا
يا مَن نزلتُ بنبعهِ أردِ الهوى
فأذاقنيه محطماً ووبيلا
وتتابعُ الأنواءِ في أفَق الصّبا
لم يُبقِ لي صحواً أراه جميلا
ذهب الصبا الغالي
وزالت دوحةٌ مدت لنا ظلَ الوفاء ظليلا
أيام يخذلني أمامك منطقي
فإذا سكتُّ فكل شيءٍ قيلا!
ويثور بي حُبي فإنْ لفظٌ جرى
بفمي تعثر بالشفاه خجولا
يا مَن نزلتُ بنبعهِ أردِ الهوى
فأذاقنيه محطماً ووبيلا
وتتابعُ الأنواءِ في أفَق الصّبا
لم يُبقِ لي صحواً أراه جميلا
ذهب الصبا الغالي
وزالت دوحةٌ مدت لنا ظلَ الوفاء ظليلا
أيام يخذلني أمامك منطقي
فإذا سكتُّ فكل شيءٍ قيلا!


للقاء اخر
تحيتى

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:08 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

أبو نواس
وكأنَّ سعدى إذْ تودعنا


وكأنَّ سعدى إذْ تودعنا
وقَدِ اشْرَأبَّ الدَّمعُ أنْ يكِفَا
رشأٌ تواصينَ القيانُ بهِ
حتى عقدنَ بأذنهِ شنفا
فالحبّ ظهْرٌ أنْتَ راكِبُهُ
فإذا صرفْتَ عِنانَهُ انْصَرَفَا

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:09 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أبو نواس
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ


دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها
لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
مِنْ كف ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ
لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
َقامْت بِإبْريقِها ، والليلُ مُعْتَكِرٌ
فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة ً
كأنَّما أخذَها بالعينِ إغفاءُ
َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها
لَطافَة ً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها
حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ
دارتْ على فِتْيَة ٍ دانًَ الزمانُ لهمْ
فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا
لتِلكَ أَبْكِي ، ولا أبكي لمنزلة ٍ
كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ
حاشى لِدُرَّة َ أن تُبْنَى الخيامُ لها
وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاءُ
فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة ً
حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنك أشياءُ
لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأًَ حَرجًا
فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:12 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أبو نواس
أَثْني على الخمرِ بآلائها


أَثْني على الخمرِ بآلائها
و سَمِّيها أحسَنَ أسمائها
لا تجعلِ الماءَ لها قاهرًا
و لا تُسَلِّطْها على مائها
كَرْخِيّة ٌ، قد عُتّقَتْ حِقْبَة ً
حتى مضَى أكثرُ أجزائها
فلَمْ يكَدْ يُدركُ خَمّارُها
مِنها سِوَى آخِر حَوْبائِهَا
دارَتْ ، فأحيتْ ، غيرَ مَذمومة ٍ
نُفوسَ حَسراها وأنْضائها
و الخمرُ قد يَشرَبُها مَعْشَرٌ
لَيسوا، إذا عُدّوا، بأكفائِهَا

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:15 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

أبو نواس
لا يَلا يَصرفَنَّك ،عن قَصْفٍ وإصْباء


مَجْموعُ رَأي . ولا تَشْتيتُ أهْواءِ
وَاشرَبْ سُلافاً كَعَين الدّيك، صافية ً
منْ كَفّ ساقِيَة ٍكالرِّيم . حَوْراءُ
صَفرَاءُ ما تُركتْ، زَرْقاءُ إنْ مُزجتْ
تسْمو بِحَظَّين من حُسْنٍ ، ولألاءِ
تَنْزو فَواقِعُها منها ،إذا مُزِجَتْ
نَزْوَ الجَنادِبِ منْ مَرجِ وأفْياءِ
لها ذيولٌ من العقيان تَتْبَعُها
في الشّرْق والغرْب في نورٍ وظَلماءِ
لَيسَتْ إلى النّخل وَالأعناب نِسبَتُها
لكنْ إلى العَسَلِ الماذِيِّ والماءِ
نِتاجُ نَحْلِ خلايا غيرِ مقْرِفَة ِ .
خُصّتْ بأطْيَب مُصْطافٍ ومَشتاءِ
تَرْعى أزاهيرَ غِيطانِ وَأوْديَة ٍ
و تَشْرَبُ الصَّفْوَ منْ غُدْرٍ وأحساءِ
فُطْسُ الأنوفِ ، مَقاريفٌ ،مُشَمِّرَة ٌ ،
خُوصُ العيونِ ، بَريئاتٌ منَ الدَّاءِ
مِنْ مُقربٍ عُشَرَاءٍ، ذاتِ زَمزَمة ٍ
وَعائِذٍ مُتّبَعٍ منها، وَعَذراءِ
تَغدو، وَتَرْجعُ لَيلاً عَن مَساربِها
إلى مُلوكٍ ذَوي عِزٍّ وَأحْباءِ
كلٌّ بِمَعْقِلِهِ يُمضي حُكومَتَه
مِنْ بُرْج لَهوٍ، إلى آفاق سَرّاءِ
لمْ تَرْعَ بالسّهْل أنْواعَ الثّمار، ولاَ
ما أيْنَعَ الزّهْرَ مِنْ قَطْرٍ وَأنْداءِ
زَالَتْ وَزلْنَ بطاعات الجِماع، فَما
يَنِينَ في خُدُرٍ مِنها وَأرْجاءِ
حتّى إذا اصطَكَّ منْ بُنْيانِها قُرَصٌ
أرْوَيْنها عسَلا من بعدِ إصْداءِ
وآنَ مِنْ شُهْدها وَقْتُ الشيّار، فلم
تَلبَثْ بأنْ شُيّرَتْ في يَوْم أضْواءِ
و صفّقوها بِماءِ النِّيلِ ،إذْ برَزَتْ
في قِدر قَسٍّ كجوْف الْجُبّ رَوْحاءِ
حتّى إذا نَزَعَ الرُّوَّادُ رَغْوَتَها
و أقْصَتِ النّارُ عنها كلَّ ضَرّاءِ
اسْتَوْدَعوها رواقيداً مُزَفَّتَة ً
مِنْ أغْبَرٍ قاتِمٍ مِنها وغَبْرَاءِ
و كُمّ أفْواهُها دَهْرا على وَرَقٍ
منْ حرِّ طينة أرضٍ ،غيرَ مَيثاءِ
حتّى إذا سكَنَتْ في دَنّها، وَهَدَتْ
منْ بعدِ دمْدَمَة ِ منها وضَوضاءِ
جاءَت كَشَمسِ ضُحىً في يَومِ أَسعُدِها
مِن بُرجِ لَهوٍ إِلى آفاقِ سَرّاءِ
كأنّها ولِسانُ الماءِ يَقْرَعُها
نَارٌ تأجّجُ في آجام قَصْباءِ
لَها مِنَ المَزْج في كاساتِها حَدَقٌ
تَرْنُو إلى شَرْبِها مِنْ بَعد إغْضاءِ
كَأَنَّ مازِجَها بِالماءِ طَوَّقَها
مَنزوعَ جِلدَةَ ثُعبانٍ وَأَفعاءِ
فَاِشرَب هُديتَ وَغَنِّ القَومَ مُبتَدِأً
عَلى مُساعَدَةَ العيدانِ وَالناءِ
لو كان زهدك في الدنيا كزهدك في
وصْلِ مشَيْتِ بلا شكٍّ على الماءِ
صرفَنَّك ،عن قَصْفٍ وإصْباء

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:17 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

أبو نواس
أما يسُرُّكَ أنَّ الأرضَ زَهْراءُ


أما يسُرُّكَ أنَّ الأرضَ زَهْراءُ
و الخمرُ ممكنتٌ، شمْطاءُ عذْراءُ
ما في قعودِكَ عذْرٌ عن مُعَتَّقَة ٍ
كاللّيل وَالدُها، وَالأمّ خَضراءُ
بادِرْ؛ فإنّ جِنَانَ الكَرْخ مُونقَة ٌ
لمْ تلْتَقِفْها يدٌ للحرْبِ عَصْراءُ
فيها من الطيْرِ أصنافٌ مُشَتتَّة ٌ
ما بينهنّ، وبين النّطْقِ شَحْنـاءُ
إذا تَغَنّينَ لا يُبْقِينَ جانِحَة ً
إلاّ بِهَا طَرَبٌ يُشْفَى بهِ الدّاءُ
يا رُبَّ منزل خمّارٍ أطَفْتُ به
و الليلُ حُلَّتُه كالقارِ سوْداءُ
فقام ذو وفْرَة ٍ من بطْنِ مضْجَعهِ
يميلُ من سكرهِ، والعينُ وَسْناءُ
فقالَ:منْ أنتَ؟! في رفْقٍ، فقلتُ له:
«بعضُ الكرام!» وَلي في النّعت أسماءُ
و قلتُ:إنّي نحَوْتُ الخمرَ أخطبُها!..
قال:الدراهمَ!..هل للمهرِ إبْطاءُ؟!
لَمّا تَبَيّنَ أنّي غَيرُ ذي بَخَلٍ
و ليس لي شُغُلٌ عنها وإبطاءُ
أتَى بِها قَهْوَة ً كالمِسْك صَافيَة
كَدَمْعَة ٍ مَنَحَتْها الْخَدَّ مرْهاءُ
ما زالَ تاجرها يَسْقي، وأَشْرَبُها
وَعندَنا كاعِبٌ بَيضاءُ، حَسناءُ
كَمْ قد تَغَنّتْ، وَلا لَوْمٌ يُلِمّ بنا
«دعْ عنكَ لوْمي؛ فإنّ اللّوْمَ إغراءُ»

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:19 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أبو نواس
يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له،


يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له
وَاللّيلُ مُحتَبِسٌ في ثوْب ظلماءِ
لِشُرْبِ صافية ٍ من صَدْرِ خابيَة ٍ
تَغْشى عيونَ نَداماها بلألاءِ
كأنّ مَنْظَرَها، والماءُ يقرَعُها
ديباجُ غانيَة ٍ ، أو رقْمُ وَشّـاءِ
تَستنّ من مَرحٍ، في كفّ مُصْطبحٍ
من خمر عانة َ، أوْ من خمر سُوراءِ
كأنّ قَرْقَرَة َ الإبريق بَيْنَهُمُ
رجْعُ المَزَامير، أو تَرْجيعُ فأفاءِ
حتى إذا درَجتْ في القوْم، وَانتشرَتْ
همّتْ عيونُهُمُ منها بإغفاءِ
سألتُ تاجرها: كم ذا لعاصرها ؟
فقال: قصّر عَن هذاكَ إحصائي
أُنْبِئْتُ أنّ أبا جدي تخَيَّرَها
من ذُخر آدَمَ، أوْ من ذخر حوّاءِ
ما زالَ يمطُلُ مَن يَنتابُ حانَتَها
حتى أتَتْني وكانت ذخر موتائي
و نحن بين بساتينٍ ، فَتَنْفَحُنا
ريحَ البنفسَج، لا نَشرَ الخزاماءِ
يسعى بها خَنِثٌ ، في خُلقِهِ دَمَثٌ
يستأثرُ العَينَ في مُستَدرج الرّائي
مقرَّطٌ، وافرُ الأرْداف، ذو غُنُجٍ
كأنّ في راحَتَيْه وَسْمَ حِنـّاءِ
قد كسّرَ الشّعرَ واواتٍ، وَنَضّدَهُ
فوقَ الجَبين . وردّ الصّدغَ بالفاء
عيناهُ تقْسمُ داءً في مجاهرها
وَ رُبّما نَفَعَتْ مِن صوْلة الدّاء
إنّي لأشرَبُ مِن عَيْنَيه صافيـة ً
صِرْفاً، وَأشرَبُ أُخرَى معْ ندامائي
وَلائِمٍ لامَني جَهْلاً، فقلتُ لهُ
إنّي وَعَيشِكَ مشغوفٌ بمولائي

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:22 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 


أبو نواس
غُصِصْتُ منكَ بِما لا يَدفَعُ الماءُ،


غُصِصْتُ منكَ بِما لا يَدفَعُ الماءُ
وَصَحّ هجْرُكَ حتّى ما بهِ داءُ
قد كان يكفيكمُ ، إن كان عزْمُكُمُ
أنْ تَهجُروني، مِنَ التّصريحِ إيماءُ
وَ ما نَسيتُ مَكانَ الآمرينَ بَذا
مِنَ الوُشاة ِ، وَلكِنْ في فَمي ماءُ
ما زِلْتُ أسمعُ حَتّى صرْتُ ذاكَ بمن
قامَتْ قِيامَتُهُ، وَالنّاسُ أحْياءُ
قد كنتُ ذا اسمٍ، فقد أصبحتُ يُعْرَفُ لي،
مِمّا أُكابِدُ فيَ حبّيك، أسماءُ..

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:23 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 


أبو نواس
فديتُ مَنْ حَمّلتُهُ حاجةً


فديتُ مَنْ حَمّلتُهُ حاجة ً
فردّني منْهُ بفَضلِ الحيَاءْ
و قالَ : ما شئْتَ فسَلْ غَيرَنا
فَفي الذي تَطلُبُ جازَ الإبَاءُ
فقُلتُ : مالي حاجَة ٌ غَيرَها
فقال: هامنك لقيتُ البضلاءْ
ثمّ ثَنى ثَوباً على وجههِ
فبَلّهُ مِنْ خَجَلٍ بالبُكاءُ

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:23 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

أبو نواس
و مُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لسانَه ،


و مُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُ لسانَه
فكلامُهُ بالوَحْي والإيمـــاءِ
لمّا نظرْتُ إلى الكَرَى في عينه
قَدْ عَقّدَ الْجَفنَين بالإغفاءِ
حرّكتُهُ بيَدي، وَقلتُ له انتَبِهْ
يا سَيّدَ الْخُلَطاء والنّدَماءِ
حتّى أُزيحَ الهَمّ عَنكَ بشرْبة ٍ
تسمو بصاحبها إلى العليـــاءِ
فأجابني .و السّكر يخفِضُ صوْته
وَالصّبْحُ يَدْفَعُ في قَفَا الظّلماءِ
إنّي لأفهمُ ما تقولُ ، وإنّمـــــا
رَدَّ التّعافي سَوْرَة ُ الصّهبـــاءِ

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:25 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 

أبو نواس
اكْسِرْ بمائكَ سَوْرَةَ الصهباءِ


اكْسِرْ بمائكَ سَوْرَةَ الصهباءِ
فإذا رَأيتَ خُضُوعَها للمَاءِ
فاحبسْ يديْكَ عن التي بقيَتْ بها
نفسٌ تشاكلُ أنفُسَ الأحْيـاءِ
صَفراءُ تَسْلُبُكَ الهمومَ إذا بدتْ
وَتُعيرُ قَلْبَكَ حُلّة َ السّرّاءِ
كتبَ المِزاجُ، على مُقَدّم تاجِها
سطريْن مثلَ كِتابة العُسَرَاءِ
نَمّتْ على نُدْمانِها بنَسيمِها
و ضيائها في الليلة ِ الظّلمـــــاءِ
قد قلتُ ، حين تَشَوّفتْ في كأسِها
وَتَضايقَتْ كتَضايق العذراءِ
لابدّ من عضّ المراشفِ فاسكُني
و تشَبُّكِ الأحْشـاءِ بالأحشاءِ
ومُهفهَفٍ نَبّهْتُهُ، لَمّا هَدَا
و تغلّقتْ عيناهُ بالإغْفاءِ
و شكا إليَّ لسانه من سكرِهِ
بتَلَجْلُجٍ كتَلَجْلُج الفأفاءِ
فعفَوْتُ عنه؛ وفي الفؤاد من الهَوى
كتلهّبِ النيرانِ في الحلفاءِ

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:26 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 



أبو نواس
لا تَبْكِ بَعْدَ تَفَرّقِ الخلطاءِ،


لا تَبْكِ بَعْدَ تَفَرّقِ الخلطاءِ
وَاكسِرْ بمائِكَ سَوْرَة َ الصهبَاءِ
فإذا رَأيْتَ خضُوعَها لمزاجِها
فَمُرْنَ يدَيْك بعفّة ٍ وحياءِ
وَمُدامة ٍ، سجَدَ الملوكُ لذكرِها
جَلّتْ عَنِ التّصريحِ بالأسْماءِ
شَمطاءُ، تَذكرُ آدَماً مع شيثِهِ
وتخبّرُ الأخبارَ عَنْ حَوّاءِ
صَاغَ المِزاجُ لها مِثالَ زَبَرْجَدٍ
مُتَأَلِّقٍ ببدائعِ الأَضْواءِ
....؟.... فينا كالبِجادي حُمرَة ً
وَالكأسُ مِنْ ياقُوتَة ٍ بَيضَاءِ
و الكوبُ بضحكُ كالغزالِ مسبّحا
عندَ الرُّكوعُ بلَثْغَة ِ الفَأْفَـاءِ
يسعى بها من وُلْدِ يافِثَ أحْوَرٌ
كقضيبِ بانٍ فوْقَ دِعصِ نَقاءِ
وَفتى ً كأطوَعِ مَن رَأيتَ إذا انتَشَى
غنَّى بِحُسْنٍ لَبَاقَة ٍ وحَياءِ
«عَلِقَ الهَوَى بحبَائِلِ الشّعثاءِ
و الموتُ بَعضُ حبائل الأَهْواءِ

مدحت الجزيرة 25/9/2016 12:28 AM

رد: من روائع الفصحى للشعراء العرب ...
 
أبو نواس
بَينَ المُدام، وبَينَ الماء شَحناءُ،


بَينَ المُدام، وبَينَ الماء شَحناءُ
تَنْقَدُّ غَيْظا، إذا ما مسَّها الماءُ
حتى تُرَى في حوَافي الكأس أعيُنُها
بِيضاء وليس بها منْ عِلَّة ٍ داءُ
كأنّها حينَ تَمطُو، في أعِنّتِها
منَ اللّطافَة في الأوْهام عَنْقاءُ
تَبْني سماءً في أرضٍ مُعَلَّقَة ٍ
كأنّها عَلَقٌ، والأرضُ بيضاءُ
نُجومُها يَقَقٌ ، في صَحْنِها عَلَقٌ
يُقِلّها مِنْ نجوم الكأس أهوَاءُ
جلّتْ عن الوَصْف، حتى ما يطالبُها
وَهْمٌ، فتَخْلُفُها في الوَصْفِ أسماءُ
تَقَسّمَتْها ظنونُ الفِكر، إذ خفيتْ
كما تَقَسَّمَتْ الأديانَ آراءُ
من كفِّ ذي غُنُجِ ، حُلْو شمائلُهُ
كأنّه عند رأي العينِ عذْراءُ
له بكيتُ ، كما يبكي النَّولى رجلٌ
على المَعالمِ والأطلال بكّاءُ


الساعة الآن 05:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir